تحية للاعبي منتخبنا الأول لكرة القدم والجماهير التي تواجدت يوم أمس الأول في ملعب نادي الوصل لمساندة الفريق خلال لقائه الودي مع المنتخب البحريني الشقيق ضمن تحضيرات الفريقين لبطولة كأس الخليج وتصفيات كأس آسيا. تحية لـ “أسود زايد” الذين زأروا في وجه الذي نعتهم بقرود الصحراء، ثم قدم اعتذاره الباهت لتبريره استخدام ذلك الوصف. لقد كانت سقطة حقيقية ومدوية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم وموقعه الإلكتروني الخائب، الذي لم يجد ما يبرر به إساءته لمنتخب دولة عضو، سوى أنها غلطة محرر الموقع الذي استعان بمعلومة عابرة في موقع إلكتروني خائب أيضا، يعتمد في محتواه على مجاميع من الهواة والمتطوعين، يقدمون المعلومات لمشرفيه الذين لا يبذلون بدورهم أي جهد للتحقق من هذه المعلومة أو تلك. كما أنهم ليسوا على قدر المسؤولية في تقدير ما يقومون بوضعه على ذلك الموقع الذي يتابعه الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في مختلف بقاع الأرض، ويعتبرونه مرجعا لهم لمعرفة قضايا وأمور اللعبة الشعبية الأولى ليس في القارة الآسيوية فقط، وإنما في العالم أيضا. كما كانت سقطة حقيقية ومدوية للاتحاد الآسيوي وموقعه، وهو لا يقدر الأمور حق قدرها، ويزن تداعياتها، ويدرك ما تسبب فيه من أذى وإساءة لفريق ومشجعي ومواطني دولة عضو، تعد من الداعمين الرئيسيين للرياضة ومكوناتها وأنشطتها قاريا ودوليا، لأنها تنظر لكل محفل رياضي، باعتباره منصة لجمع طاقات الشباب وإذكاء روح التعاون والتنافس الشريف، وترسيخ القيم الرياضية التي تسمو بالأخلاق وبالإنسان وتشدد على البذل والإخلاص لتحقيق التميز بالأداء المشرف والنزيه، بعيدا عن تلك النظرة المحدودة القاصرة ورهانات الربح والخسارة فقط. ولكن يبدو أن من يقف وراء تحرير تلك المعلومة المسيئة ترعرع ونشأ في بيئة تعز وتقدر القرود، ولا ينظر أبعد من مهاراتها في تسلق أشجار جوز الهند والتطفل بين العشش والأوكار، وفاتَه أن “أسود زايد” اعتادوا التحليق عاليا بين الصقور يعانقون شم الجبال، يحلقون عاليا حيث الأمجاد والانتصارات والبطولات. لقد كانت غضبة “أسود زايد” أبناء أرض “زايد الخير” من لاعبين وجماهير تعبير عن عمق الاعتزاز والفخر بالانتماء لإمارات المحبة والوفاء، ورفض لهذه الإساءة والمبررات التي سيقت معها. وقد كانت غضبة تعكس حرصاً على ألا يقترن اسم إمارات المحبة والعطاء، إلا بكل ما هو جميل ونبيل، فوطن الخير والخيرين، ارتبط دوما بالإنجازات الكبيرة، ونايفات الأفعال وجلائل الأعمال، أينما ارتفعت راية الإمارات أو تواجد أبناؤها. فهل استوعب من كانت له القرود دليلا، دلالات هذه الغضبة الواسعة؟! إن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مطالب بتقديم اعتذار واضح وصريح وقوي يحمل إدانة من تسبب في هذه الإساءة على موقعه الإلكتروني لدولة الإمارات وأبنائها والرياضيين والجماهير الكروية فيها. فتلك سقطة لا تغتفر، خاصة أنها جاءت من موقع اتحاد يضم عشرات الاتحادات التي تضم بين جوانحها ملايين الشباب والمتابعين. كما نتمنى من اتحاد الكرة موقفاً أكثر حزماً وتشدداً، وعدم الاكتفاء بالمبررات الباهتة والابتسامات الصفراء في مواقف تتعلق باسم الإمارات، و”أسود زايد” الذين يتشرفون بأنهم من الصحراء. علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae