ما زالت الحفيدة عندنا تتمنى ما كانت تتمناه جدتها الرابعة عشرة، حينما يتعلق الأمر بفارس الأحلام الذي لابد وأن يأتي على فرس بيضاء، الجيل الجديد لابد وأن يكون أكثر واقعية، ويعبر عن شخصيته بما جدّ على حياته من أساليب ومبتكرات، فالصبية المراهقة الـ”غلوبال” ذات الـ17 عاماً، والتي هي أقرب بروائحها لروائح مطاعم الـ”جانك فود”، ويلزم أن تضع طقم تقويم الأسنان المعدني، ليتها تتمنى بصدق فتى أحلامها من واقع يومها، يأتي على دراجة نارية باهظة الثمن أو سيارة رياضية فارهة أو في يخت 85 قدما، وتترك عنها تمنيات جدتها الرابعة عشرة التي كانت تحب صهيل فرس عريسها! • لا أعرف هل سواقو الشاحنات، يمكن أن ينظروا للسيارات الصغيرة ويغرموا بموديلاتها الجديدة، ويتابعوا ما وصلت إليه من تطور تقني وفني، ويهمهم فعلاً أن يقودوها، أم هي خارج حساباتهم، ويعدونها قياساً لشاحناتهم أم أربع وأربعين”تاير” مجرد دمى تمشي على الـ”هاي واي”! • عند بعض أخواتنا النساء، الدعاء على الآخر، لا للآخر، بـ”بيزه”، وبطريقة مجانية، ولا يتناسب والجرم الذي ارتكب، إن كان هناك جرم أصلاً، فتراهن يقدمن المسبة والدعاء على الآخر، على “أستغفر الله، أعوذ بالله من الشيطان، الله يسامحك، لا حول ولا قوة إلا بالله”، فيمكن أن لا يعجبها وجه أحدهم بتلك النظارة المشعة في “المول”، فترديه بمسبة ودعوة أقلها:”فقدت هالويه”، وهو سائر في سبحانيته، ولم يتعرض لها بشيء، وإن حاول شخص بسيارته أن يحاذيها، وهو لا يزال في خانته من الشارع، فسترتبك وربما شحفته، مع دعوة عليه:”ضكّ هناك.. الله يأخذك”، وربما قرأن هذه الفقرة، وصرخ بعضهن:” فكّنا.. روح وَلّ..لاه”! • يمر من أمامك شخص بطنه وحده من يعطي للقميص مداه، وحزام جلدي مستتر تحت هضبة شحمية مندلقة بارتياح، وثمة التصاق بين بطن الذقن والصدر، مختصراً الرقبة، وكأن ليس لحيزها أي ضرورة، مع صعوبة في التنفس يتعب رئة الآخر، تراه.. فتشفق عليه، وتشعر مباشرة بتعب وأوجاع مبكرة في العمر غير المديد! • الحين أي إنجليزي يلبس تلك البدلة الكحلية، والقميص الأزرق الفاتح مع ربطة العنق النبيذية القاتمة، وفارق شعره من “القتر”، ويلمع قليلاً بذاك الوجه المعطر بـ”أفتر شيف”، لا يمكن إلا أن يفرض على الآخر احترامه، ولا يمكن إلا أن تصدقه في أقواله وأفعاله، وأول كلمة يمكن أن تطردها من رأسك، معقول هذا نصاب ! ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com