ليس مجرد عنوان جميل قفز إلى الذهن، لكنه عنوان لحالة كان عليها المنتخب أمس الأول أمام البحرين، وكان عليها علي مبخوت لاعب الجزيرة بالذات، فاللاعب الذي سجل رباعية «سوبر هاتريك»، وصنع الهدفين الباقيين، ليفوز «الأبيض» بسداسية مقابل هدفين على المنتخب البحريني الشقيق، وهو الفوز الذي كانت له تبعاته في صفوف الأشقاء، الذين يبحثون مصير مدربهم الآن، حيث يعنيهم أن تأتي كأس الخليج التي تستضيفها بلادهم و«الأحمر» في أفضل حالاته، وهو ليس كذلك اليوم، ولم يكن كذلك أمس الأول ولا قبله، ويكفي أنه وطوال عام كامل تقريباً، لم يفز سوى في مباراة واحدة. نعود إلى منتخبنا وإلى مبخوت، الذي كان حالة وحده أمس الأول، وامتدت تلك الحالة إلى المنتخب ككل، فقدم أداء طيباً، لا سيما على الصعيد الهجومي، توّجه بفوز عريض، يعز علينا أن نحققه على البحرين. الأبيض أمس الأول، كان «مبخوتاً» بعلي، وكان محظوظاً بلاعبيه وبمدربه، والأهم أنه محظوظ بهذا التحول الذي يأتيه في ظروف فارقة من مسيرة كرة الإمارات، بعد أن منحه القدر جيلاً جديداً، لكنه استثنائي، وإدارة جديدة، وجهازاً فنياً جديداً، باختصار فإن المنتخب هذه الأيام يكاد يكون «جديدا في جديد»، وكم نتمنى أن تكتمل هذه المشاهد الجديدة في تفاصيلها، فيضاف إليها مشهد نشتاق إليه منذ قرابة ربع قرن، وأن يكون التأهل إلى كأس العالم على يد هذه المجموعة من اللاعبين. علينا أن نقر أن هناك تغييراً قد حدث، وأن هناك عملاً في المنتخب، وأن الإيقاع يسير جيداً، حتى في ظل وجود أخطاء، يفطن إليها الجهاز الفني قبلنا، وفي مقدمتها أخطاء الدفاع، كما أن التهنئة واجبة للفريق على هذا الفوز الذي وإن تحقق في مباراة ودية، إلا أن له دلالاته المهمة، وانعكاساته النفسية، خاصة أن المنتخب البحريني من المنتخبات الخليجية القوية، وهو قاسم مشترك في المنافسة، سواء على البطولة الخليجية أو ما هو أكبر منها، كما أن الفوز العريض الذي حققناه، جاء في غياب عناصر مهمة، أبرزها اسماعيل مطر، وأحمد خليل، إضافة إلى غياب عامر عبدالرحمن النسبي حتى وإن شارك، وعودة عامر لسابق مستواه، لا تعني مجرد عودة لاعب، وإنما عودة مجموعة، وركيزة أساسية في الفريق. أعود وأكرر أن بريق الخط الأمامي للفريق، لا يجب أن ينسينا معضلات الخط الخلفي، وإذا كان المنتخب البحريني قد سجل هدفين بالأمس، فهناك من يستطيع استثمار هفوات الدفاع أكثر منه، وكم نتمنى أن يسري العلاج في كل خطوط المنتخب لتصبح في قوة الهجوم، الذي سجل حتى الآن 11 هدفاً في أربع مباريات، وأعتقد أن مهدي علي يعمل على ذلك، لأنه يفطن إليه جيداً. كأس الخليج على الأبواب، ومهما قيل عن كونها محطة للإعداد لما هو أكبر، إلا أنها تبقى حلماً يراود كل المنتخبات الخليجية، والفوز بها يفجر شلالات الفرح في مدننا وشوارعنا، وأعتقد أن هذا الجيل قادر على أن يفعلها وأن يهدينا من البحرين، أملآً يمهد لأمل أكبر، فاجعلوا كأس الخليج، مقدمة لما لديكم، واجعلوها «أول السطر» في كتاب «منتخب الأمل». كلمة أخيرة: للأمل صهوة.. تماماً مثل الجياد.. من يمتطيها يتجاوز الحدود والسدود محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae