تصور انك على متن طائرة متجهة في رحلة طويلة وفجأة أعلن الطيار أن الوقود على وشك النفاد فماذا على الطيار والطاقم الذي معه أن يفعلوا؟، اما أن يخففوا السرعة كي يوفروا الوقود ليصل بهم إلى محطتهم المقصودة أو يهبطوا اضطرارياً تجنباً لعواقب غير مأمونة. هذا هو واقع الحال لبعض الأندية المحترفة التي قد ينفد عنها الدعم المادي الحكومي أو التسويقي الذي لا يكفي لتمويل فريق كروي في مسابقة دوري الخليج العربي إن وجد، وما إعلان عيسى مير عضو شركة كرة القدم بنادي الشارقة عن الاستقالة التي تقدم بها إلى مجلس إدارة النادى والشركة والأسباب التي استند عليها إلا تأكيد لحالة بعض فرقنا في الدوري الذي يستنفد كل موارد النادي والذي يصرف جميعها على اللاعبين المحترفين الأجانب والمواطنين والطاقم الفني. وما آل إليه نادي الشارقة وتدخل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قد ينطبق على غيره أيضاً إذا استمر الوضع القائم على ما هو عليه وتعاقدت الأندية مع أربعة لاعبين وقد يزيد العدد إلى أكثر من ذلك إذا ما اضطر النادي لتعاقدات جديدة في الانتقالات الشتوية والتي غالباً تلجأ إليها بعض الأندية في الصفقات غير المجدية التي لا تحقق طموحها في اعتلاء منصة التتويج أو الهروب من شبح الهبوط. وهذا ما أشرنا إليه سابقاً حينما صرخ المهندس مهدي من شح اللاعبين المواطنين المهاجمين وأن أربعة لاعبين أجانب يؤثر على توافر العدد المطلوب من المهاجمين مع عدم تركيزه على الجوانب المادية التي لا تدخل ضمن اختصاصه. لا أريد أن يفهم قصدى بأنه تدخل في شؤون الأندية لكنني أطرح موضوعا يؤرق كاهل البعض وإن كان الكابتن عيسى مير أعلنها صراحة ومبكراً فقد يعلنها ويستسلم لها آخرون إذا ما تفاقمت مشاكلها المادية وإن كانت فرحة الصعود لدوري الأضواء تنسيهم الأمر لبعض الوقت لكنهم سوف يفيقون من هذه الغفوة إذا ما سارت نتائج فرقهم عكس ما يشتهون أو تناقص الدعم الموعود مع سوء النتائج. وحتى يكون التنافس قائماً فلابد من مراعاة ظروف الأندية ذات الإمكانات المتوسطة ولا تجب مقارنة دورينا بالدوريات الأوروبية المحترفة لأن هناك عائد التسويق يصل إلى مئات الملايين من اليوروهات بينما نحن في أحسن الحالات لا تتعدى الأربعة ملايين درهم هي اجمالى حصة كل نادٍ من التسويق للمسابقات المختلفة ينقص منها ما قد سيصرف على أندية الهواة لتطوير منشآتها الرياضية للحاق بركب التطور. لا نريد لأنديتنا أن تهبط اضطرارياً أو تخفف اندفاعها نحو عالم الاحتراف أو تراوح مكانها بعد كل موسم وأن الأرقام تتحدث عن معاناة الأندية الكبيرة أيضاً نتيجة الاستحقاقات المالية التى عليها خاصة مع اللاعبين المحترفين والأجهزة الفنية وقد تكشف الأيام صحة ذلك إذا ما تمادينا في ايجاد الحلول الداعمة لاحترافنا الكروي، فتجب دراسة الأمر من الآن وتحديد فترة زمنية لتقليص عدد المحترفين الأجانب ووضع ضوابط للمحترفين المواطنين مع نهاية العقود الحالية لتبدأ مرحلة جديدة من التخطيط المالي تفي باحتياجات الاحتراف الكروى من دون نفاده في منتصف الطريق ونضطر حينها للهبوط الاضطرارى. Abdulla.binhussain@wafi.com