نرى جميعاً الطفرة الحقيقية التي لحقت بقافلة السياحة الإماراتية، ونسمع الأرقام والإحصاءات حول التدفق السياحي ونسب الإشغال الفندقي، ونتحدث عن الجوائز التي تحصدها نسبة كبيرة من الجهات العاملة في قطاع السياحة، سواء الحكومية أو الخاصة، ونستنشق رائحة الفعاليات المختلفة، والمهرجانات التي تتجمل مثل الزهور، ونسير ونحضر المعارض والمؤتمرات المختلفة التي تحدث على مستوى إمارات الدولة كل يوم، وعلى مدار العام. لقد حركت قافلة السياحة كل حواسنا، وأصبحت تترجم وبمنتهى الوضوح ما وصلت إليه الدولة حالياً، من قدرة على أن تصبح من الوجهات السياحية الأولى بالمنطقة، بل وعلى المستوى العالمي ككل. وانا أحب أن أشبه قطاع السياحة والعاملين فيه بالقافلة، لأن هذا المعنى يحمل بداخله الكثير والكثير، فالقافلة دائماً ما تتحرك كوحدة واحدة مكملة لبعضها بعضاً، وهي أيضاً تعلم وجهتها واتجاهاتها التي يمكن أن تسير فيها، ومن أين يمكن الوصول إلى هدفها من خلال أقصر الطرق، وهي التي عادة ما تضم رجالاً ونساء وأطفالاً من أعمار مختلفة وآراء متعددة، وأهم ما يمكن أن يكون سبباً جوهرياً في اختيار هذا المعنى أن القافلة لا تسير دون أمن يحميها ويؤمن لها مسارها الطويل، ولا تسير دون توجيه، وفكر واحد ارتضيناه عن طيب خاطر، ولن نرضى عنه بديلاً، شاء من شاء وأبى من أبى. هذا الفكر يربط جميع عناصرها من أجل الوصول لأهدافها، والتي تعني مصلحة الجميع، ولا يسمح لأحد أن يثنيها عن مسارها، أو يجعلها تتراجع. وأنا أرى أن كل هذه المعاني نحن نجدها في منظومة السياحة لدينا، فإذا نظرنا إلى التوجيهات والدعم الذي توليه الدولة لهذه الصناعة، من توفير كافة الإمكانات، وتذليل كافة الصعوبات، ومنح التسهيلات، ووضع أهداف ومتابعة تحقيقها بمنتهى الجدية من أجل انتعاش هذه الصناعة التي تحتوي آلافاً من العمال والموظفين، وإذا تأملنا في التعاون الجاد والتنسيق الحقيقي بين قطاعات الدولة كافة، من أمن ومواصلات، واتصالات، وطرق وأجهزة رقابية، وأجهزة خدمية جميعها تعمل من أجل نجاح هذه الصناعة، والذي ينعكس على مظهر الدولة ومكانتها الدولية والإقليمية، نعلم إنها قافلة. ولكننا لا بد أن نقف عند عنصرين من أهم عناصر نجاح هذه الصناعة، هما عنصر الأمن، والبنية التحتية، لأن دون هذين العنصرين لم ولن تنجح أي صناعة، فما بالك بصناعة السياحة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبشر، وتوفير الخدمات لهم؟ وإذا تحدثنا عما توفره الدولة، من وسائل وقوى بشرية مدربة ومتطورة، من أجل توفير عنصري الأمن والأمان لكل شخص موجود على أرض هذه الدولة نجد أنها قد نجحت نجاحاً كبيراً في زرع إحساس الأمن لدى الجميع، فالأمن ليس إجراءات أو مظاهر لمعدات وأشخاص، ولكن الأمن إحساس وشعور، وهذا ما نجحت في توفيره لنا الدولة، ولكل زوارنا، أما ما تحقق من إنجازات في مجال البنية التحتية، من تكنولوجيا حديثة متطورة في مجال الاتصالات والطرق والكهرباء والمياة والمواصلات كل هذا ساعد هذه الصناعة للوصول لما وصلت إليه حالياً، وسوف يساعدها على التطور والاستمرار في الصعود لأعلى المراتب الدولية والإقليمية. فنحن نعرف وجهتنا وأهدافنا جيداً، ولندع القافلة تسير رغم أنف المتأمرين والمتأسلمين. وحياكم الله.. رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com