كما تتسلل الفرحة، فتأتيك فجأة، تراهم يفعلونها.. ذلك هم نجوم منتخب هوكي الجليد، الذين عودونا دائماً على الفرحة وعلى منصات التتويج، واعتادوا منا أن ننتظر، وربما نقصر، أو ننسى، لكننا نفيق حين يفعلونها، وحين يهدوننا الإنجاز، كما حدث معهم أمس الأول حين تأهلوا عن جدارة إلى كأس العالم للعبة بجنوب أفريقيا، والتي تقام العام المقبل، وذلك إثر فوزهم المثير على منغوليا بثلاثية، قبل أن تنتهي التصفيات التي تستضيفها الإمارات، حيث بات منتخبنا في الصدارة، بالمهارة والجدارة التي عودنا عليها طوال مسيرته. والحقيقة أن هذا المنتخب تحديداً فيه من السمات ما يجعله متفرداً، ولست أدري لماذا كلما رأيتهم أو شاهدت لهم مباراة، ظننتهم من أسرة واحدة، وأعني أسرة واحدة بمعناها الدقيق وليس المعنوي، متشابهون في كلامهم وفي حركاتهم وابتساماتهم، أما إذا التقيتهم في وجود معالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي رئيس جمعية الإمارات لهوكي الجليد رئيس نادي أبوظبي للرياضات الجليدي، والذي كان عما قريب زميلهم في الملعب، فستكتمل لديك الصورة بحضور الأخ الأكبر، الذي تشعر أنه من ساهم في بث هذه الروح داخل الفريق، ويتعهدها كل يوم بالرعاية، ويرويها مع زملائه، انتصارات وإنجازات تتلاحق، وهم بالفعل يستحقونها. دليل آخر على المعنى العميق لهذه «الأسرة» يتمثل في أنك لا تدرك على الإطلاق عملية الإحلال والتجديد، وتكاد في كل مرة تشاهد فيها هذا المنتخب، أن تؤكد أنه الفريق الذي شاهدته منذ سبع أو ثماني سنوات، قبل أن تفاجأ بأسماء جديدة، أو تعرف مثلاً أن هذا الذي يقف بجوار الحارس العملاق خالد السويدي والنجم الفذ جمعة الظاهري، هو محمد الظاهري ابن الـ17 عاماً والذي كان أصغر لاعب في التصفيات العالمية، لكن «الأسرة» احتوته فبدأ كبيراً، وتاه وسط زحام الأبطال، فيصل البلوشي، عبيد المحرمي، مبارك المزروعي، سهيل المهيري، محمد الشامسي، عمر الشامسي محمد عارف، فيصل السويدي، علي الحداد، سالم الدرمكي، وابراهيم بو دبس، وغيرهم، وفي أوقات ربما تقف في المدرجات وتهتف لسعيد النعيمي وعلي المزروعي، قبل أن تكتشف أنهما مصابان وليسا في التشكيلة. أمس الأول، لم يكن الفوز على منغوليا سهلاً ولا هيناً، لكنه مثل كل انتصاراتهم، جاء بإنكار ذات وبجهد استثنائي من هذا الفريق الاستثنائي، ووسط حالة من الخشونة، كانت سبباً في أن تتقدم الإمارات بتظلم إلى الاتحاد الدولي، وهي من المرات النادرة التي نفعل فيها ذلك، لكن يبدو أن عنف لاعبي منغوليا أمس الأول تجاوز المدى، وبالرغم من ذلك، لم يثن لاعبي الإمارات عن هدفهم الذي رسموه وخططوا له منذ البداية، وهو التأهل عن جدارة وإن شاء الله يكملونها بالصدارة، حيث يلعبون مع جورجيا اليوم في ختام التصفيات، وأعتقد ومن واقع ما قرأت عن الفرق ومن قراءة النتائج أيضاً، أن «الأبيض» يستطيع أن يكمل ثلاثية الفوز، ولاعبوه بما لديهم من إمكانات وخبرات، ليسوا بحاجة إلى أن نذكرهم برغبة منتخب جورجيا في حفظ ماء الوجه بعد 19 هدفاً مني بها مرماه في مباراتين، بواقع ستة أهداف من منغوليا في الافتتاح و13 من اليونان أمس الأول، فليس لدى الفريق ما يخسره اليوم، والاستهانة به قد لا تحمد عقباها. شكراً لنجوم منتخب هوكي الجليد، الذين تخصصوا في إسعادنا، ونحن في انتظار المزيد منكم، فقد عودتمونا أن نطلب و«نتدلل»، لأنكم قادرون على تحقيق الأماني. كلمة أخيرة: الإنجاز في صمت هو الوحيد الذي يمنحك مع السعادة، الرضا والاحترام. mohamed.albade@admedia.ae