الإمارات من أجمل البلدان في فصل الشتاء الذي قد يمتد من شهر نوفمبر وحتى شهر مارس، تزهو الإمارات بالأجواء الجميلة الرائعة في هذا الفصل، كما تزهو أيضاً في الفصول الأخرى، ولكن للشتاء روعة وفرحة، حيث المدن والأماكن الجميلة تزدان بأنواع الأنشطة السياحية البديعة. وقد يتفوق الجبل والسهل والصحراء على البحر في فترة معينة عندما تعلو الأمواج وتشتد الرياح وتقدم الأماكن الداخلية من مناطق الإمارات الصحراوية روعة مناظرها وجمال رمالها، بينما يتفوق الجبل عند هطول الأمطار وتتدفق الوديان ومجاري الماء الرائعة في الشعاب وممرات الجبال المتعرجة بين الصخور والنخيل التي تمتد طولاً في بطن هذا الوادي وذاك السهل، الشتاء يفتح أبواباً كثيرة للفرح والنزهة والتمتع بالمناطق الجميلة في الإمارات. الشتاء هو فرحة الجميع بفترة رائعة من تعدد الأماكن الجميلة في بلدنا العزيز، حيث نجد الحبور والجمال الطبيعي في كل ناحية واتجاه. على الرمال الذهبية تشاهد أعداداً كبيرة من الناس فرحة بهذه الفترة والفرصة الرائعة لقضاء إجازات الأسبوع في معانقة الصحراء ورمالها أو صعود الجبال وتتبع مجرى الوديان والسباحة في برك المياه، والبعض الذي يتوغل بعيداً في قلب الربع الخالي، متجاوزاً الكثبان الرملية العالية، بالإضافة إلى الآخرين الذين يعشقون البحر وأنشطته المتعددة. إنها أجمل فترة يمكن أن تستغل في صنوف الأنشطة الترفيهية، وهذا التسابق خلال هذه الفترة من فصل الشتاء بالتأكيد هو تعويض عن فترات الصيف الحارة التي لا تسمح بأن يتمتع الناس هنا بكل بيئات الإمارات، خصوصاً المناطق الصحراوية والداخلية البعيدة. هُناك في بلدان عديدة يشتد البرد المزعج الذي يلزم الجميع بالتدثر بالملابس الثقيلة وتزداد الكآبة بسبب الأمطار الشديدة والعواصف والكوارث المصاحبة لفترة الشتاء المزعجة. لذلك نجد الإمارات الآن جنة من الحب وتجمع أعداداً كبيرة من السياح، خاصة من الدول شديدة البرودة. إن الله حبا هذه الأرض الجميلة بفترة رائعة ومبهجة تمتد طويلاً، باعثة للجمال والسعادة لكل من يعاني كآبة تغيرات المناخ وعذابات الكوارث الطبيعية والإنسانية ومتغيرات المجتمعات المتناحرة حتى في أوطانها والمتقاتلة والمتكالبة على الكراسي والثروات ومنغصات الزمان الطائفية والفئوية والدينية التي ابتليت بها المجتمعات الآن. الإمارات هي الأجمل والأروع، لأنها زهرة الربيع والشتاء والصيف، بل ووردة كل الفصول. وهذا الشتاء يزيدها جمالاً وروعة ومحبة لكل طائر يحلق في سمائها ولكل فراشة تطير على بساتينها وحقولها، وكل نبتة خزامى تزهر على رمالها الصحراوية. هنا شتاء من دون برد قارس ومؤذ، سماء صافية وجميلة ومزن تعطي الماء العذب ثم ترحل مثل فراشة، ومطر يأتي مثل الفرح خفيفاً ومبهجاً ثم يتسرب في الأرض بخفة رائعة، لا يترك غير السعادة التي تغمر الجميع بهطول السماء مدراراً، كل شيء هنا يأتي جميلاً ويرحل بصورة أجمل، حتى الشتاء يأتي متسللاً ناعماً ثم يسحب شالة بخفة وكأنه لا يريد أن يزعج النائم بنعومة على ديباجة الأرض الجميلة. في الأزمنة الماضية، كنا نعرف برودة الشتاء بسبب المنازل المبنية من سعف النخيل، أما اليوم، فإن المنازل أكثر توحداً واندماجاً مع الطبيعية الرائعة، الشتاء يأتي ويذهب بكل حب. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com