أخيراً برامج الجودة تدخل بيوتنا من خلال عرض برنامج «انطلاق نحو الآفاق»، على أشهر القنوات بمنطقتنا، وهو برنامج مليء بالأفكار غير المسبوقة، وهو مؤشر على عبقرية من قام على إعداده، والذي يؤكد أن هناك من يفكر بطريقة مختلفة. وقد سعدت كثيراً وأنا أتابع هذا البرنامج الشيق الذي يأخذنا في رحلة مليئة بالمغامرات والتحدي، كما أن البرنامج يساعد الشباب على اكتشاف الذات وتحديد هويتهم في سن المراهقة. وتم تناول هذه التحديات لدى الشباب الإماراتي والعربي على حد سواء، ومن خلال العرض الأول ستجد نفسك تتمنى أن تكون عائلتك بجوارك لمتابعة البرنامج، ليستفيد أفراد العائلة من العِبر المسرودة بالبرنامج بطريقة مشوقة والتي تناسب الشباب قبل الكبار. لقد نجح أصحاب الفكرة في تغليف العِبر والعظات بطريقة لم يسبق أحد أن تناولها، وذلك من خلال مسلسل وثائقي هادف أبطاله شباب يخوضون معركة إثبات الذات من خلال السفر الي الفلبين، وهجر جميع سبل الراحة التي وفرتها لهم الدولة وخوض معترك العيش بظروف لم يعتادوا عليها في نشأتهم بين أهلهم وأصدقائهم، كما أنهم سيقومون بأعمال يومية يقوم بها الفلبينيون يومياً للحصول على لقمة العيش وتوفير أبسط سبل الراحة لعوائلهم. وبالرغم من تدني المستوى المعيشي إلا أنك تجد الابتسامة مرسومة على وجوه الفلبينيين وهي نقطة مهمة يجب أن يعرفها الشباب حتى يتسنى لهم تقدير العيش الكريم والعمل على ما هو أهم من التحديات البسيطة مقارنة مع التحديات التي يعيشها الغير. فالعمل للمستقبل يبدأ من معرفة القاعدة التي تقف عليها والقاعدة التي وفرتها لنا الدولة نحسد عليها، وعلى ما يبدو أن القائمين على إعداد هذا البرنامج الرائع نجحوا في رفع سقف التوقعات للبرامج المعروضة على قنواتنا، ولن أستغرب أن تقوم أعداد كبيرة من شركات الإنتاج بالاعتراف ببرامج الجودة وخصوصاً في المرحلة القادمة. وأتمنى أن نرى العديد من المبادرات والبرامج المشابهة للانطلاق نحو الآفاق، فهو برنامج مميز في طرحه، ويناسب المجتمعات العربية والخليجية، على عكس البرامج الدخيلة علينا وعلى مجتمعاتنا المحافظة، والتي لا تمت لنا بصلة فيما عدا اللهجة السورية. uae2005_2005@hotmail.com‏