أعجبني حديث رئيس مجلس إدارة جمعية الإرشاد الاجتماعي في عجمان خلف بن غدير المزروعي حول إعادة صياغة دور الجمعية وتصحيح الأخطاء السابقة والسعي في المرحلة المقبلة إلى تكريس الدور الوطني، وبث روح الانتماء إلى الوطن والابتعاد كلياً عن مخلفات الماضي وما شابها من لغط وغلط وشطط.. هذه المصالحة مع النفس هذا الانسجام ما بين الأفراد أياً كانت مستوياتهم وقدراتهم وتوجهاتهم مع المجتمع، ومتطلبات الوطن من وضع جميع الأفكار في وعاء الحس الوطني والأخذ بعين الاعتبار أهمية المرحلة وما دار فيها ومنها وحولها من أخطاء تاريخية، وقعت فيها بعض المجموعات وأدت إلى زعزعة الروح الوطنية في كثير من البلدان العربية. وعلى الرغم من أن الإمارات تتمتع بقدرة وقدر من الالتحام والالتفاف حول الهم الوطني والقواسم المشتركة، إلا أن بعض الأصوات النشاز خاضت في الماء الصافي فأحدثت فقاعاتها بعض الانتفاخات، الأمر الذي يفرض على كل ذي ضمير أن يتوخى الحذر وأن يعي دوره الوطني والإنساني، تجاه بلد حقق في غضون عقود من الزمن ما لم تحققه دول خلال قرون. فهذه هي الإمارات التي تستحق من كل ذي بصر وبصيرة أن يتحدى نفسه وأن يقف موقفاً بطولياً في مواجهة النفس الأمارة بحزم وجزم وصرامة الأوفياء بحق وطن أحرق أصابع الكأداء من أجل إنارة الطريق أمام الجميع، ومن أجل صياغة واقع الإبداع والبلاغة والنبوغ، مما يجعل فريضة الالتزام مسؤولية لا مفر منها ويجعل أخلاق الحب تعلو على كل التخرصات وتذيب الترهات في مياه القناعات الراسخة بأن الوطن فوق كل شيء ولا علو إلا لجباله، ولا عبقرية إلا لصحرائه، ولا شهامة إلا لبحاره ولا ولاء إلا لقيادته الرشيدة وتضاريسه المبجلة الممتدة من السلع حتى شعم. نشعر بالسعادة، بحب المخلصين وبصراحة الذين يرون الأخطاء فيشيحون عنها وجوماً ويقولون هذا خطأ “فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون”، والإمارات تستاهل هذا التوارد نحو نبوع المياه النقية والتوافد نحو الخضرة اليانعة، ثم الالتفات إلى منجزها الحضاري بعيون مبصرة وقلوب بصيرة ونبذ كل ما هو رديء ومسيء.. حقيقة كلام رئيس مجلس إدارة جمعية الإرشاد في عجمان يعيد إلى الأذهان القدرة الفائقة لدى الإنسان، عندما يضع لنفسه المقياس الصحيح في موازنة الأمور وتشذيب الشجرة من الأوراق الصفراء. Uae88999@gmail.com