أعتقد أن الرد على المدرب الروماني كوزمين بعد الذي قاله عن العين أصبح واجباً على كل إماراتي.. واجب على الأهلاوية والوحداوية والوصلاوية والجزراوية، وكل من ينتمي إلى الإمارات وإلى كرة الإمارات ويغار عليها، ولا يرتضي لها أن تتناولها الألسن بما يسيء.. ليس فقط حين ينال من يريد النيل من العين، ولكن من أي نادٍ إماراتي. تعمدت أن أتأخر في الكتابة عن كوزمين وأزمته مع العين، في محاولة للبحث عن مخرج للرجل، وفي محاولة للمزيد من التعقل عند تناول الأزمات، ولبعض الوقت ظننت أنها الترجمة، ربما لم تكن دقيقة، ولكن بعد كل هذا الوقت، أدركت أنه قالها، وأدركت أنه بما قاله إنما يكتب السطور الأخيرة في مسيرته التدريبية. نعم إنها النهاية يا كوزمين، وبلغة بلادك إنها « sfârsit»، لعلك تقرأها أو تعيها، لتدرك كم أن خطأك تعدى الحدود، وأنه خطأ في حق كل أندية الإمارات، الأهلي قبل العين. العين يا كوزمين، يريد الغرامة التي استحقها منك ليشتري بها قمصاناً جديدة للاعبيه.. لو قلت غير هذا ربما لصدقناك.. لكنك تعلم قبلنا أن المال آخر مشاكلنا، وآخر مشاكل العين، ولو كان كذلك، ما أعطوك حتى شبعت، وما جنيت ثروة تغنيك وتغني أحفاد أحفادك، ولو كان كذلك، ما عشت في مدينة العين، أجمل اللحظات، ولو كان كذلك، ما قلت له قصائد المدح طوال الفترة التي قضيتها بين جدرانه. العين يا كوزمين، يفرض عليك لاعبين بأنفسهم، ولا يأخذ رأيك في أي لاعب.. إذن لماذا صبرت عامين حققت خلالهما الدوري مع الفريق، ما الذي دفعك لقبول هذا التدخل الذي أرّق ضميرك الفني يا «هيريرا العصر والأوان».. ما الذي دفعك لقبول ما فرضوه عليك، أم أنك اليوم، تظن وقد صنع العين أمجادك أنك أصبحت ملء السمع والبصر، وتناسيت أن العين من صنع مجدك هنا. والتطاول على العين، هو ما سيهدم تلك الأمجاد. العين يا كوزمين وقّع معك ثلاثة عقود، فما حاجته إذن أن يقدم لاتحاد الكرة عقداً ليس عليه توقيعك، ولديه ثلاثة؟.. العين من تريد أن تحاربه وتتحداه بحرب أنت لها؟.. من قالوا لك ذلك واهمون وخدعوك وغرروا بك، وجروك إلى هاوية أشك في أن تخرج منها ثانية. إنها النهاية يا كوزمين، ومن قال ما قلت لا نأسف عليه، فالعالم يشهد لنا أننا ودودون، وأن صدورنا وقلوبنا وعيوننا تتسع لكل من يعيش بيننا، ولا يمكن أن يكون رد الجميل بهذه الصورة، وما أظهرته للعين وجماهيره ولاعبيه وجدرانه هو عين «نكران الجميل». أخشى أن أنزلق إلى الهوة ذاتها التي انزلق فيها كوزمين، وأن أبدو مثله، ولكن ما قاله لا يزال يعكر صفو نفسي كلما استعدته، فالعين لا يستحق ذلك.. إنه رمز الكرة الإماراتية وتاجها.. إنه «أمة» نسجت أمجادها عبر تاريخ رياضي زاهر، ومعه نسجت مبادئها التي يشهد بها القاصي والداني، وكل من لعب للعين أو درب العين، بات جزءاً من تلك الأسرة الشامخة، التي أخرجت كوزمين من حساباتها ومن كتب التاريخ. كلمة أخيرة: من باع مبادئه لا يستحق أن يقود، ومن كان بلا وفاء، لا يستحق الوفاء. محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae