انتهت بطولة مونديال الناشئين، ولم تبق سوى أصداء التصريحات التي أطلقها السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، على هامش البطولة. لقد كان بلاتر، كعادته، مجاملاً غالباً، مراوغاً أحياناً، فعندما زار إيران صدرت تصريحات من الرئيس الإيراني بأن رئيس «الفيفا» يؤيد استضافة إيران نهائيات بطولة أمم آسيا عام 2019 ، وعندما ناقشه الزميل محمد نجيب، عبر قناة «أبوظبي الرياضية»، أنكر، وأكد أنه كان يقصد تأييد ترشيح إيران للمنافسه على استضافة المونديال الآسيوي، ولا أدري منذ متى كان مجرد الترشح لاستضافة أحد الأحداث الرياضية يستحق دعماً وتأييداً من أهم شخصية في كرة القدم العالمية. وكلي ثقة بأنه لو سأل أحد الإماراتيين بلاتر عن فرص الإمارات في استضافة كأس آسيا 2019، لقال بلا تردد: إن الإمارات هي المكان المثالي لاستضافة البطولة، ولو طرح عليه أحد السعوديين السؤال نفسه، إزاء رغبة الرياض في احتضان كأس آسيا للمرة الأولى، لكانت الإجابة أنه آن الأوان للمملكة لاستضافة كرة القارة، لما تملكه من إمكانات تنظيمية رائعة!. إنها دبلوماسية تعودناها من رئيس «الفيفا» الذي يحرص على إرضاء الجميع!. أما فيما يتعلق باستضافة قطر مونديال 2022 ، فحدّث عن تصريحات بلاتر ولا حرج، فبعد أن أكد بما لا يدع مجالاً للشك إقامة مونديال 2022 في قطر، تواصل الحديث عن موعد البطولة، في الصيف أم في الشتاء، وعندما تتجه البوصلة نحو إقامتها في شهري نوفمبر وديسمبر بعيداً عن صيف الخليج القائظ، بدأ بلاتر في فتح ملف جديد، وألمح إلى أن إيران وبعض دول الخليج ترغب في استضافة بعض مباريات مونديال 2022، رغم أن قرار اللجنة التنفيذية بـ «الفيفا» كان واضحا وصريحاً، بإسناد مهمة استضافة دولة قطر مونديال 2022، دون أي إشارة من قريب أو بعيد لإمكانية الاستضافة المشتركة. وسيبقى بلاتر مثيراً للجدل طوال الوقت في دورته الرابعة، التي يبدو أنها لن تكون الأخيرة، طالما أنه يجيد اللعبة الانتخابية التي أظهرته كساحر يضع يده في صندوق صغير فيُخرج منه انتصاراً جديداً، وإحباطاً لمنافسيه، واسألوا السويدي لينارت يوهانسون الذي هزمه بلاتر في انتخابات 1998، والكاميروني عيسى حياتو الذي سحقه بلاتر في انتخابات 2002 ، ومنذ ذلك الحين تحول حياتو من خصم إلى حليف، وفي الانتخابات الأخيرة كانت معركة كسر العظم مع محمد بن همام، التي أبعدت بن همام عن الساحة الرياضية، بعد أن كان من أقوى رجال «الفيفا»، بينما فاز بلاتر بالتزكية. ويا ويله من يقف في وجه بلاتر!. بمقال اليوم الذي نختتم به سلسلة مقالاتنا عن «مونديال الناشئين»، نعود مرة أخرى للمقال الأسبوعي، كل يوم اثنين، ودائماً وأبداً صباح الخير يا إمارات. Essameldin_salem@hotmail.com