في زمن تطاول فيه القهر على الفكر، وتكاثرت النوايا الباطنية من أجل كسر إرادة الشعوب، وتحدي السيادة الوطنية، يتعين على الإنسان في كل مكان، أن يضع في الحسبان أنه لا مجال للطغيان وإن اشتد الغليان، وفارت مواقد الحقد بالغثيان، لا مجال أبداً إلا للعقل بأن يتفكر ويتبصر، ويطور أدواته الفكرية من أجل مجابهة الحملات الشرسة، ضد حق الإنسان في أن يعيش حراً، سخياً في عطائه وغير مكبل بأصفاد أفكار سوداوية عدمية عبثية بغيضة، جاءت من أقاصي مشاعر عدوانية مقيتة، ومتزمتة لا تعرف للحق طريقاً ولا تفهم للحقيقة سبيلاً، فهي تسونامي عاطفي، يقتلع الأشجار الخضراء، ويبيد ويستبد، ويعصف ويخسف ولا يقول إن الله حق. واليوم وبعد كل هذه التطورات الميدانية، وعلى أرض الواقع نشاهد الخلايا والنوايا والرزايا تتعاقب حقباً، وتتوالد سقماً وهدفها هو واحد.. القضاء على إنسانية الإنسان، وتهشيم أوصال الأوطان وإشاعة فكر فوضوي ديماغوجي فتاك، وساخر ومتهكم من كل ما هو منجز حضاري، ولا يعترف إلا بـ «إمارته» الآتية من أكفان التاريخ، وعلى ضوء هذه الإجراءات العبثية يتم التدمير والتخريب والقتل والاغتصاب، وكل ذلك تحت شعار أصفر باهت، لا يمت بأي صلة لواقع الإسلام وحقيقة الدين.. الأمر الذي يفرض على كل إنسان فرداً أو رب أسرة، أن يعي دوره وأن يقوم بمسؤولياته بالتزام أخلاقي ووطني بتربية النشء على أصول الدين الحقيقي، ودرء عنه أخطار التشويش والتشويه، وحمايته من الانزلاق في مستنقعات الغث والرث والعبث، والأخذ بيده نحو مرافئ النور الإلهي، لأنه ما من دور للمؤسسات الرسمية أو تأثير إذا تخلى الأفراد عن أدوارهم، وأناطوا المهمة بالجهات ذات الاختصاص فحسب، فالبيت مدرسة، ومسجد، ونادٍ، هذه المؤسسات الثلاث إذا فهم الناس مكانتها وتأثيرها، استطعنا أن نخرج من الملمات الصعبة، وأدَّينا المهمات بجدارة وثقة، وأنقذنا أوطاننا من عبث العابثين، وحقد الحاقدين، وجهل الجاهلين، وذهبنا بالسفينة نحو آفاق مشرقة ثرية بلآلئ النهوض والرقي والتطور.. نحن بحاجة إلى جهود الناس أجمعين، لمواجهة الفكر اللعين، ولتحقيق الأهداف الوطنية السامية، لأبنائنا الناشئين، وتنقية عقولهم من شوائب المخربين.. نحن بحاجة إلى اليقظة لأن المتربصين كُثر، ونواياهم أشد حرقة من الجحيم. Uae88999@gmail.com