طوت بطولة كأس العالم للناشئين آخر صفحاتها أمس، بعد أن نالت دولة الإمارات لقب عاصمة الكرة العالمية لمدة ثلاثة أسابيع، بحث خلالها عن اللؤلؤ، حيث المواهب الرائعة التي تمثل مستقبل الكرة في القارات الست. وعندما يودع مونديال الناشئين دولة الإمارات بكل آيات الشكر والتقدير، فإن أسرة «الفيفا»، تقول للجميع إلى اللقاء في تشيلي بعد عامين من الآن. وليس من قبيل المبالغة أن يؤكد فريق عمل «الفيفا» ببطولة «الإمارات 2013»، أن دولة الإمارات وضعت تشيلي في موقف لا تحسد عليه، من منطلق أن الإمارات قدمت للبطولة أكثر مما توقعت أسرة كرة القدم العالمية. لقد أثبتت الإمارات مجدداً أنها الحضن الدافئ لأهم البطولات، وأنها تملك كل مقومات النجاح حتى لو تم تكليفها باستضافة أي حدث قبل انطلاقته بساعات. وطالما أنعم الله على دولة الإمارات بالأمن والأمان و«البيت المتوحد»، فإن لا خوف على دولة تهوى دائماً عزف نغمة «المركز الأول». وكل بطولة والإمارات أكثر نجاحا وتميزاً. و«تشيلي» يا «فيفا». بعد انتهاء البطولة آن الأوان لفتح ملف المشاركة المخيبة للآمال لـ «الأبيض الصغير»، ولابد من استيعاب دروس البطولة بكل سلبياتها وإيجابياتها، حتى لا يتكرر مشهد السقوط من الطابق 24، وليكن أحد المكاسب، على قلته ، تقديم عدد من اللاعبين ليكونوا نواة منتخب الشباب الجديد. وبالتأكيد فإن التقييم يشمل التفتيش في أوراق الجهاز الفني الذي أعلن استعداده للتجديد مع اتحاد الكرة لمدة عشر سنوات، في الوقت الذي يعلن فيه جاربا مدرب نيجيريا أحد أفضل المدربين بالبطولة، أنه يضع نفسه تحت تصرف اتحاد الكرة، فإذا كان يرى أن من مصلحة الكرة النيجيرية أن يبقى على رأس الجهاز الفني فلا بأس في ذلك، وإذا رأى غير ذلك فإنه لن يتردد لحظة واحدة في التجاوب مع الرغبة في التغيير، فمصلحة الكرة النيجيرية فوق كل اعتبار. من بين أهم مكاسب تنظيم البطولة من الناحية الإدارية أنها قدمت عدداً من الكوادر الوطنية الجديدة التي أثبتت كفاءتها وقدرتها على تحمل المسؤولية. وبقدر ما خسرنا داخل الملعب، بقدر ما كانت المكاسب رائعة خارجه واسألوا رجال «الفيفا» الذين غادروا الدولة وفي جعبتهم أفضل الانطباعات عن شباب الإمارات. ودّعت دولة الإمارات الكرة العالمية، لتستقبلها المملكة المغربية الشقيقة اعتباراً من يوم 10 ديسمبر المقبل، حيث بطولة مونديال الأندية التي تقام بمدينتي مراكش وأغادير، وهي المرة الثانية التي تحط فيها البطولة الرحال على أرض عربية، بعد «الإمارات 2009 و2010». ومن يدري فربما عادت البطولة مرة أخرى إلى الملاعب الإماراتية.. قريباً. والنجاح داء داؤه النجاح! Essameldin_salem@hotmail.com