من الجميل أن يحسب الإنسان خطواته ويقدر عواقب تصرفاته وأفعاله، ولكن الكثيرين يبالغون في الحذر، خوفاً من المجهول، وكما يقال لا يغني حذر عن قدر، وعلى الإنسان أن يأخذ بالأسباب أولاً، ثم يقدم على ما يريد، والمبالغة في الحذر توقع في المحذور. وقد قيل من التوقِّي ترك الإفراط في التوقّي، وقال بعضهم: إذا لم يكن ما تريد فأرِدْ ما يكون، وقال الشاعر: قـــــدَرُ اللَّه واردٌ حِين يُقضــــــَى ورودُه فأرِدْ ما يكون إنْ لــــــــم يكن ما تريدُهُ قيل لأعرابيّ في شَكَاتِه: كيف تُجدُكَ؟ قال: أجِدُني أجِدُ مالا أشتهي وأشتهي ما لا أجد، وأنا في زمانٍ من جاد لم يَجِد، ومن وَجَدَ لم يَجُدْ. وقيل لابن المقفّع: ألا تقول الشعر؟ قال: الذي يجيئني لا أرضاه، والذي أرضاه لا يجيئني. وقال بعض النُّسَّاك: أنَا لما لا أرجو أرجَى مني لما أرْجو. وقال بعضُهم: أعجبُ من العجَب، تركُ التعجُّب من العَجَب. وقال عمر بن عبد العزيز لعَبد بني مَخزوم: إني أخاف اللَّه فيما تقلَّدتُ، قال: لستُ أخاف عليك أن تخاف، وإنّما أخاف عليك ألاّ تخاف. وقال الأحنف لمعاوية: أخافك إن صدَقْتُكَ، وأخاف الله إن كذَبْتُكَ. وقالوا في حُسن البيان، وفي التخلُّص من الخَصْم بالحقّ والباطل، وفي تخليص الحقِّ من الباطل، وفي الإقرار بالحقِّ، وفي ترك الفخْر بالباطل، قال أعرابيٌّ وذكر حِمَاس بن ثَاملٍ: برئتُ إلى الرحمن من كلِّ صاحـــــبٍ أصاحِبُه إلاّ حِمَاسَ بنَ ثـــــــاملِ وظنِّي بــــــه بين السِّماطَين أنَّـــــه سَيْنجُو بحقٍّ أو سينجو بباطــــلِ وقال ابن ربْعٍ الهُذَلي: أعَيْن ألاَ فـــــابكي رُقَيبــــة إنّـــــــهُ وَصُولٌ لأرحــــام ومِعْطاءُ سائِــلِ فأُقسم لـــــــو أدركتـــــــــُه لحمَيْتُه وإنْ كان لم يَترُك مقــــــالاً لقائلِ أبو العتاهية: أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابـــــَا وقَد يَعفو الكَريمُ، إذا استَرَابَا إذا اتَّضَحَ الصَّوابُ فلا تَدْعُهُ فإنّــــكَ قلّما ذُقتَ الصّوابَا وَجَدْتَ لَهُ على اللّهَواتِ بَرْداً كَبَرْدِ الماءِ حِينَ صَفَا وطَابَا ولَيسَ بحاكِـــــــمٍ مَنْ لا يُبَالي أأخْطأَ فِي الحُكومَة ِ أمْ أصَابَا وإن لكل تلخيص لوجهــــــا وإن لكــــــــل مسألة جوابا وإنّ لكُلّ حادِثـــــــــَة ٍ لوَقْتاً وإنّ لكُـــلّ ذي عَمَلٍ حِسَابَا وإنّ لكُــــــــــلّ مُطّلَع لَحَدّاً وإنّ لكــــُلّ ذي أجَلٍ كِتابَا وكل سَلامَــــــة تَعِدُ المَنَايَا وكــــــلُّ عِمارَةٍ تَعِدُ الخَرابَا Esmaiel.Hasan@admedia.ae