لعلها من المرات النادرة في تاريخ كأس العالم للناشئين التي تتأهل فيها ثلاثة منتخبات من مجموعة واحدة بالدور الأول إلى المربع الذهبي للبطولة، مع منتخب رابع من كل المجموعات الخمس الأخرى، وهو ما أفرزته مباريات ربع النهائي في مونديال «الإمارات 2013»، بتأهل كل المنتخبات التي صعدت من المجموعة السادسة إلى الدور الثاني، تم إلى الدور ربع النهائي، وها هي تتألق بالوصول إلى المربع الذهبي. أتحدث عن منتخب نيجيريا أول المجموعة السادسة والمكسيك الذي حلّ ثانياً بالمجموعة، والسويد الذي جاء ثالث المجموعة، وتأهل ضمن أفضل الثوالث، وهو بالمناسبة الفريق الوحيد الذي شق طريقه من المركز الثالث ليصبح أحد أضلاع المربع الذهبي. والغريب أن كل منتخبات المجموعة السادسة تأهلت إلى نصف النهائي باستثناء منتخب العراق الشقيق الذي ودّع البطـولة برصيد «صفر» من النقاط. ولأن المجموعة «السادسة» حققت كل ذلك النجاح في البطولة حتى الآن، فإن «الحاسة السادسة» لا تستبعد أن يكون البطل من بين منتخباتها، بعد أن أقصت نيجيريا منتخب أوروجواي، وأبعدت المكسيك منتخب البرازيل الذي كان المرشح الأول لمعانقة اللقب، بعد مسلسل مكسيكي طويل من ركلات الترجيح التي دخلت موسوعة جينيز بالبطولة، حيث إنها المرة الأولى منذ عام 1985 التي يسدد فيها لاعبو فريقين 24 ركلة ترجيح، ابتسمت في النهاية للقبعات المكسيكية، وأدارت ظهرها لـ «أشبال السامبا». ولن تكون مفاجأة على الإطلاق لو فاز منتخب نيجيريا بلقب البطولة الحالية، بعد أن رفع راية التحدي منذ فوزه على منتخب المكسيك بسداسية في بداية مشواره بالبطولة، ومباراته مع السويد في نصف النهائي بمثابة اختبار جديد للطموحات النيجيرية، خاصة أن «أحفاد الفايكنج» هم الوحيدون الذين لم يخسروا أمام نسور نيجيريا، حيث انتهت مباراتهما في إطار المجموعة بالتعادل 3- 3. وأتصور أن الترشيحات التي تصب الآن في مصلحة نيجيريا لا علاقة لها بخروج منتخب البرازيل، لأن التميز النيجيري له تاريخ في مونديال الناشئين، حيث اعتلى «النسور» منصة الشرف الذهبية ثلاث مرات بكل الجدارة والاستحقاق، كما أنهم الفريق الوحيد بالبطولة الحالية الذي سجل 20 هدفاً في خمس مباريات بمعدل 4 أهداف في المباراة الواحدة. لقد بات منتخب نيجيريا سفير أفريقيا الوحيد المعتمد لدى مونديال الناشئين، بعد أن غادر الأفيال البطولة إثر تعثرهم أمام الأرجنتين. لعل مشهد حارس أوروجواي وهو ينتحب، وبراءة الأطفال في عينيه، بعد خسارة فريقه في ربع النهائي، يعكس مدى حب هذا الجيل لكرة بلاده، وهو ما يبشر بأن يكون عدد من لاعبي منتخب أوروجواي للناشئين نجوم المستقبل في كرة عريقة نالت شرف الفوز بأول لقب في تاريخ كأس العالم. عصام سالم | Essameldin_salem@hotmail.com