قُضي الأمر وانتهت مهمة الكرة العربية في مونديال الناشئين، بسقوط منتخبي الإمارات من الطابق الـ24، وانهيار منتخبي تونس والمغرب في دور الـ16، دون أن يتمكن أي من المنتخبات الأربعة من ملامسة دور الثمانية، لتكتفي الكرة العربية بالتنظيم الذي أشادت به أسرة «الفيفا». وبدا واضحاً أن الكرة العربية في وادٍ، والآخرون في وادٍ آخر، ففي الوقت الذي اعتقدنا فيه أن عرب أفريقيا سوف يعوضون خيبة أمل عرب آسيا، أثبتت البطولة أن الفوارق الفنية والبدنية الواضحة كان لها الكلمة الفصل، فخسرت المغرب أمام كوت ديفوار لتتواصل العقدة الإيفوارية، التي تغلبت على أشبال الأطلس في كل المواجهات بين الفريقين منذ 2005، وحتى دور الـ16 لمونديال الناشئين، كما أن منتخب تونس لم يصمد أمام القوة الأرجنتينية فودع البطولة بعد أن أنهى المهمة بأول فوزين وبآخر خسارتين. ولأنني أرفض تعبير «مشاركة للنسيان»، فلا بديل عن دراسة وافية لحال الكرة العربية، في تلك المرحلة السنية، وبالتأكيد فإن كل منتخب له ظروفه وحيثياته، وأسباب إخفاقه التي قد تختلف عن عوامل فشل المنتخب الآخر، ومن الخطأ إغلاق هذا الملف قبل تحديد السلبيات أملاً في تصويبها، ورصد الإيجابيات، إن وجدت، لاستثمارها والبناء عليها. ويا عزيزي كلنا في الهوا سوا، أو بمعنى آخر كلنا في الهم شرق. وعليه العوض! ما الذي أصاب جوزيف بلاتر الذي يحكم إمبراطورية كرة القدم في العالم؟، منذ ساعات فاجأنا بالظهور أمام طلبة إحدى الجامعات، وراح يسخر من كريستيانو رونالدو بالكلمة والحركة، مؤكداً أنه ينفق كثيراً على الحلاقين، وأن ليونيل ميسي يبقى نموذجاً يتمنى أي أب أن يجده في أبنائه، ولم يكتفِ بذلك بل رجح كفة ميسي على رونالدو في السباق نحو الفوز بلقب أفضل لاعب في العالم عام 2013. وكان من الطبيعي أن يثير ما صدر عن بلاتر حفيظة رونالدو، الذي أعرب عن غضبه الشديد من تصريحات الرجل الأول في الكرة العالمية، فما كان من بلاتر إلا أن اعتذر لرونالدو، في تغريدة على حسابه الشخصي. لقد أوقع بلاتر نفسه في موقف حرج لا يليق بموقعه ولا بمكانته، لاسيما أن تلك التصريحات صدرت قبل أيام من حسم المنافسة على لقب أحسن لاعب في العالم، وهي المسابقة التي ينظمها الاتحاد الدولي بالتعاون مع مجلة «فرانس فوتبول» الشهيرة. ولعلها المرة الأولى في التاريخ التي يضطر فيها رئيس الاتحاد الدولي للاعتذار لأحد اللاعبين. وبصراحة في ناس «بتحط» نفسها في مواقف «بايخة»! Essameldin_salem@hotmail.com