ودع العرب كأس العالم للناشئين بخفي حنين، بخروج تونس والمغرب أمام الأرجنتين ونيجيريا، وسبقهما في الخروج منتخبنا والعراق، وظل التساؤل: لماذا هذا التراجع.. وهل نحن نتقدم أم نتأخر، أم أننا ننظر للخلف باعتباره الأمام والمقدمة؟. لست في معرض الحديث عن كأس العالم للكبار التي يعد تأهلنا إليها غاية ما نطمح، وإنما في الناشئين والشباب، كانت لنا خطوات جيدة للغاية، لا أدري لماذا تراجعنا عنها، ولماذا لم نستثمرها كما ينبغي. في نسخة كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة عام 1989 كانت السعودية هي البطل وحلت البحرين في المركز الرابع، وفي نسخة الإمارات لم نر هذا ولا تلك، وعام 1991، جاء المنتخب القطري في المركز الرابع، وافتقدناه هو الآخر في النسخة الحالية، وعام 1995 كانت عمان في المركز الرابع وغابت هذا العام، وفي كأس العالم للشباب تحت 20 سنة استضافت الدول العربية البطولة 5 مرات، في تونس عام 77، وفي السعودية عام 89، وقطر عام 95، والإمارات عام 2003، ومصر عام 2009، وبالرغم من النسخ الخمس، كان أبرز إنجاز عربي لمنتخب قطر، يوم حل وصيفاً عام 81 في استراليا، ومصر ثالث 2001 في الأرجنتين، والمغرب رابع 2005 في هولندا، ولا أدري أيضاً متى يحدث الخلل بين الأجيال، وقس على ذلك بالطبع الفجوة الهائلة بين الصغار والكبار، وكأننا أكبر حين نكون صغاراً، وليس أدل على ذلك من أن ثلاثة منتخبات عربية إضافة إلى المنظم، شاركت في مونديال الناشئين الحالي، وهو رقم لا نحلم به في كأس العالم للكبار. هكذا الكرة العربية .. مثلما هو حال مبارياتنا .. تتأرجح من النقيض إلى النقيض، ومن الإخفاق إلى الإنجاز، وغالباً تبقى النتائج العربية دون مستوى تطلعات الجماهير، وذلك على الرغم مما تحققه الأندية أحياناً، ومنها العين صاحب الإنجاز الآسيوي الخالد، والأهلي المصري المدجج بأكبر عدد من ألقاب القارة الأفريقية والزمالك والأندية التونسية والمغربية والجزائرية، والسد القطري الذي ظفر بكأس آسيا هو الآخر .. إنجازات طيبة نراها أحياناً مؤشراً لما لدينا، لكنها على صعيد المنتخبات تبدو خادعة إلى حد بعيد، فقد يفوز الأهلي المصري بلقب قاري، ولا يتأهل «الفراعنة» بالمرة إلى كأس أفريقيا، ويغيبون عقوداً عن كأس العالم، وقس على ذلك البقية. يحدث ذلك، في الوقت الذي يسطر الأفارقة إنجازات باهرة، كما هو حال نيجيريا، سواء في كأس العالم للناشئين التي حازت لقبها 3 مرات، وغانا بطل العالم للشباب تحت 20 عاماً في نسخة 2009 بمصر، وبطل العالم للناشئين في مناسبتين، وفي فئات سنية، لا يمكن أن نعول فيها على الاحتراف الخارجي، لأنه غير موجود فيها تقريباً، وبنسب محدودة في فئة الشباب، ليبقى ذلك مؤشراً على أن الخلل لدينا ضارب بجذوره، سواء في الإدارة، أو في بناء مشروعات كروية متكاملة يمكن أن تفضي بنا إلى ما نصبو. لا أريد أن أكرر ما نكرره دائماً عندما يتكرر الخروج العربي بهذه الصورة، ولكن طالما أثبتنا أننا قادرون في مناسبات عدة، فعلى الأقل يجب أن نعيد العمل بذات الأدوات، أم أن من يأتي يهدم عمل من مضى. كلمة أخيرة: وحده العاجز هو الذي لا يبرح مكانه mohamed.albade@admedia.ae