لم يعد يفصلنا عن «خليجي 22» بالرياض سوى ساعات، وبعدها تنطلق المنافسة الساخنة على اللقب الغالي الذي يحمله منتخب الإمارات حتى إشعار آخر. ولأن «المونديال الخليجي» يأتينا قبل كأس أمم آسيا بحوالي شهر ونصف الشهر فقط، فإن من حقنا أن نوجه سؤالاً له ما يبرره، هل دورة الخليج وسيلة للإعداد للبطولة القارية، أم أنها غاية في حد ذاتها، وأن الفوز بلقبها شرف لا يدانيه أي شرف آخر، خاصة أن البطولة هي الأهم، رسمياً وشعبياً لكل أبناء المنطقة. ولأن معظم المدربين يهوى ترديد عبارة أن دورة الخليج ما هي إلا محطة للإعداد لأهم بطولة على مستوى القارة، فإن الجماهير لا تقبل ولا تقر هذا المنطق، فلا أحد يشارك في دورة الخليج، إلا بهدف المنافسة على لقبها، فلا مجال للمشاركة من أجل المشاركة، وهو ما جعل كل مباراة من مباريات البطولة «ديربي» ساخناً، لا أحد يمكن أن يتكهن بنتيجته، وليس بالضرورة أن يكرر الفريق الذي فشل في دورة الخليج الفشل نفسه في كأس آسيا، ولكل بطولة ظروفها وحيثياتها. وما حدث قبل 16 عاماً فيه ما يكفي من دروس وعبر، حيث استضافت سلطنة عُمان دورة الخليج الثالثة عشرة عام 1996، قبل 36 يوماً فقط من احتضان دولة الإمارات نهائيات كأس أمم آسيا للمرة في تاريخها، وأنهى «الأبيض» الإماراتي مهمته في «خليجي 13» في المركز الرابع برصيد 6 نقاط، بينما احتل المنتخب السعودي المركز الثالث برصيد 8 نقاط، واعتقد الكثيرون أن «الأبيض» و«الأخضر» سوف يسجلان إخفاقاً جديداً ويودعان البطولة الآسيوية من الدور الأول، قياساً بنتائجهما في دورة الخليج، وما حدث كان عكس ذلك تماماً، حيث تألق المنتخبان، وتجاوزا كل منافسيهما إلى أن تأهلا معاً إلى المباراة النهائية لتتابع كل آسيا أول نهائي عربي للبطولة، وينتهي الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي انحازت لـ «الأخضر» وأدارت ظهرها لـ «الأبيض» في ليلة لا يمكن أن تنساها كرة الإمارات. ويا «خليجي 22»، نحن في انتظارك، أما آسيا فلكل حادث حديث.