إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتزايدت وتائره خلال الأيام القليلة الماضية بحاجة لوقفة حازمة من المجتمع الدولي كيلا تمضي المنطقة في دوامة جديدة من دوامات عنف متصل ترزح تحت وطأتها، وشكل مناخاً خصباً ووقوداً للتنظيمات الإرهابية المتاجرة بالدين الإسلامي، وفي مقدمتها «داعش» و«القاعدة» وغيرهما من التشكيلات المتطرفة التي خرجت من عباءة «الإخوان المتأسلمين». وهو الأمر الذي حذر منه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية خلال اجتماعه مؤخراً بعدد من سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. وعبر خلاله عن خشيته من اندلاع انتفاضة ثالثة جراء تلك الممارسات الإسرائيلية، وبالذات انتهاك حرمة المسجد الأقصى. وقد ذكر الجميع بأن إسرائيل تستخدم «ذاكرة المحرقة» كسلاح للضغط على أوروبا والولايات المتحدة، ولكن ذلك لا يبرر ما تقوم به من ممارسات عدوانية. كما حذر سموه من تأثير تلك الانتهاكات على مهمة التحالف الدولي في مواجهة الإرهاب التي تعد دولة الإمارات العربية المتحدة في الخط الأول منه. وكانت كلمة الإمارات التي ألقاها سموه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ذات الاتجاه للتصدي للإرهاب والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين في آن، ليعبر عن الموقف الإماراتي الثابت والملتزم بدحر الإرهاب والانتصار لقضية العرب العادلة التي شتت التركيز الدولي والعربي عليها ما تقوم به الجماعات الإرهابية في منطقتنا، وهي تتاجر ليل نهار بالقضية الفلسطينية، لتتفرغ شراذمهم تحت راية الخلافة المزعومة لنحر الأبرياء في كل مكان. كان من المهم تذكير المجتمع الدولي أن مصالحه في المنطقة بأسرها معرضة للخطر، جراء ما يجري، بفعل الابتزاز الكبير الذي تمارسه إسرائيل بحق الإنسانية، وهي تستخدم ذاكرة المحرقة كأداة. بينما يمارس جيش الاحتلال الإسرائيلي ما هو أسوأ من فظائع تلك المحرقة التي لم يكن لأي عربي أو مسلم يد فيها. لقد بدأت أصوات العقل والمنطق في أوروبا والولايات المتحدة بالتحرك، وتذكير حكوماتها بفداحة ثمن السكوت على الجرائم الإسرائيلية، وعلينا استثمار هذه الأصوات والمواقف للمساهمة في رفع الظلم والعدوان عن أشقائنا هناك، ولقطع الطريق على المتاجرين بالدين، ممن جعلوا هذه القضية العادلة وسيلة ومادة للترويج للإرهاب.