لأنه الامتياز، ولأنه الانحياز للتفرد والتجرد، والتجدد، استحق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واستحق التجلي والتجلل بكل ما يجعل الأسماء السامية، عند هامات السحاب، والتكلل بالمعاني الرفيعة، بأخلاق النوابذ والمبدعين، والناصعين، والمحلقين والمحدقين في فضاءات البذل والعطاء. لهكذا موقف استحق سموه، أن يحظى بهذا التكريم من صاحب الكرامات والأيدي السخية، الندية بماء العذوبة الثرية بنفس بهية، تكافئ، من يعطون بالسخاء، ومن يبذلون بالعطاء ومن ينذرون النفس والنفيس من أجل وطن يستحق كل هذا التلاقي في المعروف والتساقي من ماء غروف. لأنه البحر الوافر، استحق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كل هذا الاحتفاء، من قلوب ما كفت عن العطاء وما جفت منابعها عن مواصلة البث والنث والحث، وبعث القيم الرفيعة في وطن نمت أشجاره السامقة على عهد ووعد من القيادة على ألا يتوقف المد عند حد أو سد، لأن الإيمان راسخ بأن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد الشجعان والرجال الصناديد الذين في أفعالهم قصائد وفي أعمالهم فرائد، ولبوحهم شواهد، ولنظرتهم أثر وقواعد، ولرؤيتهم مثل ونموذج ومقاصد.لأنه القوة الصارمة والنخوة الحازمة، والخطوة الجازمة، والفكرة الملهمة، والرؤية المستلهمة، استحق سموه هذا التكريم من أهل الكرم والجود، استحق هذا التأريخ لصفحات تملأ سجل الأيام، بالمعنى والدلالة والمغزى في تلوين تضاريس الوطن بإنجازات أبهرت القاصي والداني، ورسمت نقشاً على دفتر الأيام، ليقرأ من سيأتون كيف يكون للإرادة سحرها والعزيمة أثرها، والفكرة النيِّرة مكانتها في النفوس والرؤوس.. استحق سموه هذا الانتباه من ذوي النباهة والفطنة والحكمة، والرأي السديد، استحق هذا الوسام، من ذوي الشرف الرفيع والقيم العالية، استحق هذا لأن الإمارات وطن النسيج المتلاحم، والجسد المنسجم، ووحدة المصير، استحق سموه اسماً على علم من أعلام أبوظبي، لأنه اسم رفرف دوماً في سماوات النفوس المحبة، والقلوب العاشقة للجمال والكمال، وفضيلة الأفعال. شكراً لهذا الوطن الذي أهدانا ملاحم العطاء المستمر.