أحترم المهندس مهدي علي وأحبه من كل قلبي، وأعتبره صديقاً شخصياً أعتز به وبصداقته، وأرى فيه كاريزما وقوة شخصية، إضافة إلى الانضباطية العالية المعروفة عنه. ولا أستطيع الادعاء أن الكابتن مهدي من محبي الإعلام أو الظهور الإعلامي المكثف، ولكنه في الوقت نفسه يظهر في الأوقات التي يراها مناسبة، ويحترم الجميع، والأهم أنه يحترم المواعيد التي يأخذها على نفسه، أو يُعطيها للآخرين. والأكيد أن الكابتن مهدي يتقبل الرأي الآخر، إن جاءه بكل هدوء، ومن دون انفعالية، ومن دون أجندات أو شخصنة، ولهذا أختلف معه في الرأي حول الأسوار المغلقة التي تم فرضها على المنتخب الإماراتي، في معسكره السعودي، وعلى عدم بث مباراة لبنان التي فاز بها بـ «هاتريك» أحمد خليل. وللعلم، فإن المنتخب اللبناني قوي، وهو امتحان ممتاز قبل «الخليجية» وحتى «الآسيوية»، وتابعناه أمام السعودية، وكيف خرج متعادلاً بهدف «بغض النظر عن نتيجته الغريبة أمام قطر وخسارته بالخمسة»، ولكن هذا المنتخب سبق وأن فاز على الإمارات وكوريا الجنوبية وإيران والكويت، ولهذا قلت إنه محطة استعدادية ممتازة، ولكن غير الممتاز، هو حرمان الإماراتيين من متابعة منتخبهم، والاطمئنان على جاهزية أفراده، والتذرع بالتركيز والسرية في التكتيك، وكتمان الأوراق الرابحة، لا أعتقد أنها أسباب مُقنعة للجمهور والإعلام، ناهيك على أن المواجهات الخليجية محفوظة عن ظهر قلب، وكل المنتخبات تعرف بعضها بعضاً. ربما يكون للمهندس مهدي طريقته الخاصة في التعامل مع الأمور، ولكن في المقابل، فإن موضوع المنتخب أمر يهم البلد بأسره، وسبق وأن شاهدنا فرقاً ومنتخبات في مناسبات عالمية، وعلى نهائيات كؤوس تفتح مبارياتها الودية، وحتى تدريباتها للجماهير، وليس للإعلام فقط، ولكنه يبقى صاحب القرار الأول في الموضوع، ولكني شخصياً ضد السرية والتعتيم، لأنه يزيد الضغط على اللاعبين، ويشعرهم أنهم معزولون عن العالم، وأنهم مطالبون باللقب ولا شيء غيره «وهو ما يحدث مع الكويت وقطر والسعودية والعراق»، وربما البحرين وعُمان واليمن بشكل أقل ضغطاً، ولكن الآخرين كلهم فتحوا الماء والهواء والسماء الإعلامية، ماعدا الأبيض الإماراتي، ولكن وكما يقولون «لكل شيخ طريقة».