قصة الأبواب المفتوحة، تعود سيرتها إلى زمن الجدران المتلاصقة والقلوب الصادقة، والأرواح المتعانقة، والسواعد السامقة والرؤوس الشاهقة، والطموحات المُحدقة في سماوات الله، والنفوس العاشقة للجمال والكمال، والخصال وفضيلة الانتماء إلى الناس أجمعين. قصة الأبواب المفتوحة حكاية أسطورية نقشها الآباء على تراب الأرض، فصارت وشماً في صدر الأبناء، وعلماً مرفرفاً بلا عناء، ونجماً متلألئاً في السماء، وغيماً يحث نثه لأجل اخضرار بلا انتهاء. قصة الأبواب المفتوحة هي من كتاب فلسفة الأرض، والصحراء الوسيعة، المتباهية دوماً في تفردها وتغريد الطير على عالي الفنن وتفرع الأغصان في الأكوان، وانتماء الإنسان لإحسان الكلمة، وحسن السجايا والنوايا والثنايا والطوايا. قصة الأبواب المفتوحة، أيقونة صحراوية جليلة، ثرية بالفضيلة، وجزالة المعطى وقوة المعنى، وصلابة الدلالة، حين تنفتح الجدران على الجدران، والخلان على الخلان، والأشواق سجادة مخملية، تنعم برفيف الأفئدة المشتاقة، لابتسامة وعلاقة قبول الآخر من دون عزوف أو إعراض عن البوح الجميل والأصيل، والذي يضع على الشفاة حبات البَرَدْ ويغسل اللسان من ريق الماء الرقراق عذب المنبع خصب المصب. قضة الأبواب المفتوحة، رواية على لسان الشجر والحجر، والبشر، والمطر حبرها، والبحر نسقها وعشقها، ومن هنا، من هذه البداية الأنيقة تأتي الكلمات الرشيقة على لسان قيادة أسست للواقع مرسى ومسرى، ووضعت للإنسان مسبار البحث عن الوجود وبجود وجودة. هنا في الإمارات، بلد النثر الصحراوي، وقصائد البحر، وموال الموجة المغازلة لسواحل الأفئدة، القابضة على حلم الغد، بمدى ما تمده لها التضاريس من وحي يوحى، وشعور بأمان واطمئنان. هذه الإمارات قارة الطموحات المفتوحة، والأحلام المشروحة، والإرادة التي لا تقف عن ساحل أو كاحل، أو ناحل، هذه الإمارات تغرد طيورها وتعلن للملأ أن العمل الجاد وليد أحلام جيدة، وطموحات فريدة، وسعي يتكئ على سواعد المخلصين الصادقين الجادين، المنتمين إلى الحياة، العاشقين للوجود الملهمين، بما جادت به القريحة، وما فاضت به النفس من نبل العطاء.. هذه الإمارات الوعي في المعطى، جعل الإنسان يفترش الأرض حباً، ويمضي في السبيل أمناً، وينام قرير العين هانئاً، مقتنعاً أن لا حياة من دون صوت يجلل الأعمال بقلائد النجاح، ويكلل الأفعال بفرائد الصلاح. هذه الإمارات، البوح المستمر والطرح المنهمر، والكدح المستنفر لأجل أرصدة تضاف إلى أرصدة، ولأجل جدار يعلي شأن جدار.