لا أعلم كيف أصف لكم حجم سعادتي عندما تابعت مشاهد استقبال بعثة الجو جيتسو العائدة من أميركا إلى مطار أبوظبي، فقد رأيت رجالاً بمعنى الكلمة في سن العاشرة، والثانية عشرة، والرابعة عشرة، ورأيت أبطالاً يتألق الأمل في أعينهم، وهم يتقلدون 45 ميدالية، انتزعوها عن جدارة في منافسة قوية شارك بها 330 لاعباً ولاعبة من مختلف دول العالم، ورأيت نشيداً وطنياً يتردد بحماس وفخر على ألسنة اللاعبين واللاعبات وآبائهم وأمهاتهم وإخوانهم ومسؤولينا الذين كانوا في شرف استقبالهم. كانت لحظات رائعة ملأت شراييني بالأمل، وقلبي بالاطمئنان على المستقبل، وضميري بالتقدير والعرفان لقادتنا وشيوخنا، فهم من رفعوا شعار الاستثمار في الجيل الجديد، وهم من وضعوا البذرة الأولى للاهتمام بتلك اللعبة الفتية، وهم من سقوها بدعمهم ومتابعتهم، وكانت تلك هي النتيجة، مشروع واعد لحلم طموح يخطو بثقة على بساط المجد. وبعد الكلمة التي ألقاها الشيخ عبد الله بن محمد بن خالد ونقل فيها تهنئة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الراعي الأول للعبة، وعبر فيها عن ثقته الكبيرة في الأبطال، رفعت رأسي لأعلى، وقادني تفكيري لرحلة إلى المستقبل، أتخيل فيها هؤلاء الأبطال بعد 10 سنوات، وهم يرفعون علم الإمارات في المحافل الكبرى، ويحصدون الميداليات، ويجبرون الجميع على الوقوف احتراماً لنشيد الوطن، ثم تجولت في زيارتي إلى أوروبا التي نرفع لها القبعات في الكرة، وأميركا التي تبهر الجميع في السلة، وشرق آسيا التي تنتزع الآهات في تنس الطاولة، وسألت نفسي هل سيأتي اليوم الذي نجذب فيه كل أنظار العالم، ونحن على قمة مجد الجو جيتسو؟ وجاء الرد سريعاً وحاسماً: نعم سيأتي هذا اليوم؟ فأبوظبي في هذه اللحظة التي أكتب فيها سطوري، عاصمة الجو جيتسو في العالم، والإمارات تملك أفضل مشروع لنشر اللعبة، وأفضل خبراء في التدريب، ولديها أكبر دعم ورعاية من القيادة الرشيدة التي لا ترضى عن المركز الأول بديلاً، وهي من تشرف على تنظيم مسابقات تأهيلية بأربعين دولة حول العالم للمشاركة في بطولتها العالمية. وفوق هذا وذاك نملك الحلم والطموح. كلمة أخيرة ما أجمل المستقبل حين تراه من الآن.