لقاء الأحبة، لقاء إخوة الدم والمصير، يجمع الإمارات والكويت على طريق الخير، ويدفع بالتي هي أحسن نحو أهداف القاسم المشترك، وما يرفل به البلدان من نواصع العلاقات الإنسانية ونوابع الإرث النبيل.. لقاء البلدين هو عناق الأغصان الوارفة باخضرار الأمل وبريق المقل، وبالوصال تزدهر القلوب بمعاني الألفة وأشواق الحلم الخليجي الأصيل، وكل ما تخبئه الأفئدة من وشائج سافرت في الدماء بعيداً منذ أمد، وعبر أمواج الخليج ارتسم المشهد ناصعاً يانعاً يافعاً متألقاً بمسعى المحبين إلى تأثيث البيت بسندس الوفاء، واستبرق الانتماء إلى ملح الأرض الواحدة، طيب أنفاس الشعب الواحد، وعطر السفن التي حملت على ظهرها «مكاتيب» العشاق، وأحبت القيم النبيلة التي كرسها المؤسسون، وسار على دربها حفظة الأمانة ونبلاء الخلق القويم. هكذا يشعر كل إنسان خليجي عندما تزف له اللقاءات أنباء اللحمة الخليجية، والكويت بلد العطر الثقافي الشفيف، ونرجس الفن، ونهر السياسة العذب، أشرعتها البيضاء ممدودة دوماً إلى الأشقاء، مستوفية من الأخوة بكل جدارة وصدق، الكويت هكذا هي جزر الخليج السامق، وغصنها الباسق، خطواتها السياسية محسوبة بدقة الدورة الشمسية، مكتوبة في لوح محفوظ، وكلما دعا الداعي تداعت الكويت باتجاه الحقيقة، مترامية بخبرة وعبرة ودبرة، تضاهي مسافات الكون وقاراته. إذاً عندما يكون اللقاء بين الإمارات والكويت تنفتح أزهار الكون، وتبتهج السماء، وتلمع نجمه، وتنث غيمه، وتخضر الأرض بما رحبت، لأن مسعى الإمارات دوماً باتجاه خير الإنسانية، ونعيم البشرية، وإرساء قاعدة الحب بين الناس أجمعين، كركيزة لأي علاقة، وأساس لأي تواصل.. عندما تكون الإمارات حاضرة في أي لقاء يكون نصاب الحق مكتملاً، وخضاب الحقيقة كاملاً، ويكون الأفق منفتحاً نحو إشراقة تضيء فضاءات الدنيا، وتملأ الأرض عشبها القشيب، ونسقها الرحيب، وإبداعها الأديب. عندما تكون الإمارات حاضرة في أي لقاء، وتكون الكويت طرفاً فيه، يذهب مستقيم السياسة نحو أهداب الشمس، ولجين السماء، تذهب المشاعر كلها نحو تاريخ امتدت جذوره منذ قرون، مكللة بأوراق النمو والازدهار، وتذهب العقول إلى مناطق واسعة من الانبهار بهذا المعطى الحضاري في اللقاءات التي تجمع البلدين الشقيقين، والمنطقة تمر بأصعب مراحل التاريخ تأججاً، يصبح لهذه اللقاءات الودية أهميتها بين بلدين، عرفهما العالم بميزان اعتدالهما، ومعيار قوة منطقهما في اتخاذ القرارات ذات الشأن المصيري، وكل ما يهم الأرض والإنسان، وكل ما يتعلق بمستقبل الأجيال، والغد القريب والبعيد. عندما تحضر الإمارات في أي لقاء يحضر الفرح، وتحضر باقات الحب محملة بعبق القلوب الوفية، والمشاعر الندية، والعقول الرضية، والنفوس الأبية، وأخلاق الناس الذين نشأوا على تقديم الكلمة الطيبة قبل كل شيء.