يجيء اختيار سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «شخصية العام للمرأة القيادية في العالم العربي لعام 2014» من قبل مجلة «فوربس - الشرق الأوسط»، ليمثل وقفة من وقفات الوفاء والتقدير والتكريم لشخصية قيادية ملهمة قدمت للوطن أروع نماذج البذل والرعاية، لاسيما في مجال تقدم المرأة وقضاياها. ولم تكن مسيرة تعليم المرأة الإماراتية سوى صفحة من كتاب منجزات جليلة ونهضة أشمل وأعم في الإمارات، كانت المرأة فيها دوماً جنباً إلى جنب مع الرجل، بفضل من الله ثم اهتمام القيادة الرشيدة، والجهود الدؤوبة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، انطلاقاً مما تحظى به المرأة من رعاية ودعم منذ بدايات قيام الدولة، على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ورؤيته بأن تقدم المجتمعات لن يتحقق إلا بإطلاق طاقات المرأة وتوفير كل الدعم والرعاية لها. ومن سنوات التأسيس إلى رحاب عهد التمكين، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، قطعت المرأة في الإمارات أشواطاً بعيدة، وكانت للمسات وبصمات سمو الشيخة فاطمة بن مبارك دورها في كل تلك المحطات. لتصل اليوم إلى مراتب ومكانة لم تتحقق لنظيرتها ليس في منطقتنا العربية والإقليمية فحسب، بل في بعض الدول الأوروبية. وعندما نقول إن نصيبها في المسؤولية العامة من تمثيل في البرلمان ومجلس الوزراء يفوق تلك الدول، فليس هذا من باب المبالغة وإنما هذا هو الواقع على الأرض. وهي مكانة تحققت بجد واجتهاد ابنة الإمارات ووقوف القيادة إلى جانبها ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك المتواصل لها. وقبل أيام من الاختيار الذي يعد نقطة في بحر، ورقماً يضاف لسجل يزخر بشهادات التكريم والتقدير من دول ومنظمات عربية وإقليمية ودولية لسموها، أقول قبل أيام من ذلك كنا أمام أنصع نموذجين من ثمار عطاءات «أم الإمارات»، النموذج الأول الطيارة المقاتلة الجسورة مريم المنصوري وهي تذود عن الحق وتنتصر للإسلام وقيمه، وتدك أوكار قوى الشر والظلام الإرهابية، وما تحمل من صورة لمكانة المرأة في مجتمعنا. والنموذج الثاني احتفال مستشفى الكورنيش في العاصمة بمرور 30 عاماً على افتتاحه، باعتباره من صروح رعاية الأمومة والطفولة في إمارات المحبة والعطاء التي أصبحت الدولة العربية الوحيدة في قائمة عالمية لأفضل مكان في العالم يمكن أن يولد فيه الإنسان، وكانت «أم الإمارات» حفظها الله وراء المنجز والصرح الذي يجسد الجودة العالية لما يتمتع به الإنسان في مجال الرعاية الصحية، وما يتوافر للمرأة في ميدان صحة الأمومة والطفولة. وفي كل محطة من محطات التميز والنجاح للمرأة في الإمارات، كانت سموها تحرص على أن تؤكد لابنة الإمارات ضرورة التمسك بهوية وأصالة مجتمعها، فقدمت أنموذجاً فريداً في التطور المعاصر من دون الابتعاد عن الجذور الراسخة للمجتمع والمستمدة من قيمه الإسلامية وعاداته وتقاليده العربية الأصيلة. اختيار سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك شخصية العام للمرأة القيادية في العالم العربي لعام 2014، مناسبة تتجدد لنقول: شكراً كبيرة لأم الإمارات حفظها الله. ali.alamodi@admedia.ae