الأكيد أن العين فريق كبير، حتى في أضعف حالاته، فهو كبير بإدارته وقيادته وبجماهيره وإنجازاته وألقابه، ويوم الثلاثاء ورغم الخروج من نصف نهائي دوري أبطال آسيا أمام شقيقه الهلال، إلا أن العين أثبت قولاً وفعلاً بأن الكبير كبير والأسباب آتية. أولا: في الحضور الجماهيري الكبير، الذي أثبت أن محبة النادي وعشقه أمور لا تخضع لخسارة ذهاب ثقيلة أو مباراة إياب أيضاً ثقيلة على التوقع بالتأهل رغم حملة (نعم نستطيع). . جمهور العين استحق الإشادة والتقدير من رئيس مجلس إدارة شركة العين الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد الذي وصفه جماهيره بمعدن الذهب، وقال لي عبر (صدى الملاعب) إن هذه الجماهير وجّهت رسالة للاعبين قبل أي أحد آخر مفادها أنهم يثقون بهم وبقوتهم وقدرتهم على المنافسة وأنهم يراهنون عليهم دوماً. الكبير كبير. . والسبب الثاني هو الفوز بعشرة لاعبين بعد طرد جيان، الذي كان يجب عليه أن يكون كبيراً في هذه المواقف بدلا من عرقلة تستوجب الطرد، وهو يعي ذلك واعترف بذلك، وكان فريقه في تلك اللحظات أحوج ما يكون لخبرته ومهاراته ولمساته وأهدافه لا لطرده، خاصة أن النتيجة كانت لا تزال في الميدان. الكبير كبير. . والسبب الثالث هو إصرار الشيخ عبدالله بن محمد على محاسبة جيان حسب اللوائح، لأنه لا أحد فوق القانون مهما كانت نجوميته. الكبير كبير. . والسبب الرابع هو التهنئة الشخصية من رئيس مجلس إدارة العين للهلاليين، وتحديداً في غرف تبديل الملابس في بادرة لا يقوم بها غير كبير. الكبير كبير. . والسبب الخامس هو عدم التزام «العيناوية» بالحصص المقررة من الاتحاد الآسيوي لأعداد جماهير الفريق المنافس ففتحوا قلوبهم قبل أبواب الملعب لكل هلالي حضر للعين مؤازراً لفريقه حتى لو ضد فريقهم، لأن الأخوة أهم من نتيجة مباراة، وهو ما جعل رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد يقول لي، إنه يشكر العيناويين لكريم أخلاقهم وضيافتهم، ورفض الوقوف عند حادثة إلقاء قوارير مياه على لاعبيه، وقال: «هذه أمور جانبية تحدث، ولن أتوقف عندها». الكبير كبير. . والسبب الخامس هو جرأة وشفافية ورقي الشيخ عبدالله بن محمد، الذي تحدث عبر الهواء مرتين، الأولى وهو خاسر بالثلاثة في موقف يُحسب له، والثانية وهو خارج من بطولة كانت قريبة منه، فيما تعودنا من الكثير من رؤساء الأندية على الحديث فقط بعد الانتصارات وإغلاق هواتفهم والابتعاد عن الإعلام، أو تبرير الهزائم بالحديث عن التحكيم، أو البحث عن شماعات، بينما هو لم يبرر، ولم يحاول إيجاد مبررات أو الظهور بمظهر المدافع عن نفسه، بل تحدث بكل وضوح وثقة وجرأة وشفافية فاستحق احترام القاصي والداني. كل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة وبلادكم بأمن وأمان لأنه لن يعرف قيمة هاتين النعمتين سوى من حُرم منهما.