لاعبو كرة القدم كثر والأساطير قلة، أولئك الذين أسماؤهم باقية ومحفورة في الذاكرة، مهما ابتعدوا عن ملاعب الكرة، غابوا أو سيغيبون، ولكن ستظل أماكنهم من بعدهم شاغرة، عدنان وعبدالرزاق وزهير والفهد الأسمر، وهذه القائمة ستظل ناقصة إذا لم تتضمن اسم إسماعيل مطر. كأس الخليج ومنذ بدايتها يتم تعريفها من رقم النسخة، فيقال: «خليجي 2 أو خليجي 21، ولكن نسخة واحدة كانت الاستثناء، وحملت إسماً مختلفاً عن بقية الأسماء، تلك التي أقيمت في أبوظبي عام 2007، فلم تكن «خليجي 18» بقدر ما كانت «خليجي مطر»، كان البطل ونجمها المفضل، وكان هدافها الأول، فعل كل شيء فإذا لم يسجل صنع وإذا لم يصنع سجل. قدراته الكبيرة ومهاراته العالية، ليست على المستطيل الأخضر وحسب ولكن في ملاعب الإنسانية، هل تدرون لماذا تميز وتفوق على غيره؟، لأنه ببساطة كان يمتلك الموهبة والحماس والغيرة، فهو الفنان وقبل ذلك هو الإنسان، شخصيته الفريدة، خصاله العديدة، أخلاقه الحميدة، كل هذه جعلته اللاعب المحبوب، ولم تعرف كرتنا في السنوات الأخيرة مثله ملكاً على القلوب. اسماعيل مطر اقترب من ربيعه الحادي والثلاثين، فمالها الأيام تمضي سريعاً لا نشعر بها وهو ذلك الفتى النحيل الذي وقف بشموخ أمام أنظار العالم عام 2003 ليرفع جائزة أفضل لاعب شاب في مونديال الشباب، وصار نموذجاً يحتذى به، سواء لقميص منتخب بلاده، أو القميص العنابي لأصحاب السعادة، فهو أسطورة ناديه وعنوان مجده، وأعظم لاعب وهداف في تاريخ الوحدة. وخلال الفترة الماضية يتحدثون عن انتقال اسماعيل مطر والعروض الكثيرة التي يتلقاها ناديه من أجل الاستغناء عن خدماته، ولا أراك يا سمعة سوى رمزاً من رموز الوحدة، انت مثل دل بييرو بالنسبة لليوفنتوس ومع ذلك رحل فغاب عن الأذهان، ومثل توتي بالنسبة لروما بقى وظل ساكناً في الوجدان، انت لست مثل زلاتان كل موسم في نادي حتى صار بلا هوية، انت مثل عدنان اسطورة نادي الشعب ورغم اعتزاله منذ سنوات إلا أنها مازالت حية. زمن الاحتراف لا يعترف بالعاطفة ولا بحديث القلب، ولكن دعني أخاطبك بلغة العقل، انت ابن ناديك ونجمه الأول، وأنت معشوق جماهير الوحدة ولاعبها المفضل، صنعت مجداً راسخاً، وشيدت بنياناً راسخاً، فلا تهدم كل ما بنيت ولا تضحي بالذكريات، فلن تجد جمهوراً مثل جمهور الوحدة يعشقك، نعم كل الأندية تتمناك في صفوفها وكل الجماهير باختلاف انتماءاتها تحبك، لكنني لا أجد في ألوان دورينا وقمصان أنديتنا سوى «العنابي يليق بك». Rashed.alzaabi@admedia.ae