أثنينية عبد المقصود خوجة، قنديل، يضيء سماوات العرب، بأقمار ثقافية لا تغشيها غيمة ولا تقشيها نجمة، هي هذه المؤسسة الثقافية التي انطلقت من جدة، من المملكة العربية السعودية من شواطئ البحر الأحمر، لترخي ظلالاً وترفع سؤالاً لا سقف له غير الالتزام بالكلمة المسؤولة، والفكرة الغارفة من عيون الثقافة الإنسانية العازفة على وتر المحبة والسلام والوئام والانسجام مع الروح البشرية وبدون استثناء عرق أو دين، لأن مؤسسها، وقف بحكمة الفلاسفة وفطنة العلماء عند ناصية الزمن واستشرف الواقع وخبر جيداً أن واقعنا العربي عرف جيداً حاجة الأمة، وكذلك الإنسانية إلى فكر لا يغرق في التفاصيل، ولا يغدق في التحاليل. إنه الفكر المعني جداً بإرواء الروح بالمعاني وإثراء العقل بجزيل الأماني، مطارداً بؤس العالم ونكباته وكبواته بجياد التفاؤل، متمكناً من حراسة حقل الثقافة بوعي لا يكل وإرادة لا تمل، وتصميم يدفعه لأن يفتح آفاق الفكرة المبجلة بمفتاح العقل الثاقب والقلب الناقب متواصلاً مع الآخر بأحلام المبدعين الجادين المخلصين الملتزمين بأخلاق الكلمة السواء، والعبارة النقية الصافية. «الأثنينية»، مؤسسة ثقافية بدأت نشاطها الفكري منذ ثلاثة وثلاثين عاماً، يؤمها المفكرون ويقصدها المبدعون ويؤول إليها العلماء والمثقفون كواحة ثرية بمعاني الألفة والانفتاح على الآخر، واستراحة تدور حول نواحيها الخضراء أرواح من شفهم شظف العراء، وأتعبهم الخواء، وعندما يرفعون الأعناق، ويصوبون الأحداق إلى حيث تتسمر شجرة الأثنينية، عند شطآن البحر الأحمر، يجدون هناك الشمس وهي تحيك قماشة الوجود بخيوط الحرير، يجدون الأقمار وهي تسكب من بريقها رحيقاً شهداً يكلل الحياة، بالثقة والتفاؤل، ويملأ أوعية القلوب بالعذب والزلال. «الأثنينية» مرآة حقيقية لواقع عربي، يظل واقفاً متوافقاً مهما كان أمر الخرائب التي تعم الأرجاء بفعل من لم يحسن الفعل..«الأثنينية» مدار المثقفين ومسارهم وسوارهم وديارهم، هي في الحقيقة صولجان الكلمة عندما تكون الكلمة مزدانة بذهب المعاني وعذب المغزى والهدف. «الأثنينية» شاطئ البحر الأحمر، الناصع ببياض الكلمة الساطع برياض من أحسنوا في صياغة السلوك الإنساني ومن أجادوا في بلاغة التبلغ من دون دعاية أو ادعاء، وبدون ريبة أو افتراء إنهم الذين يصنعون الغد، بمنجل الحب وينسجون خيوط الألفة بمغزل الحياة..طوبى لكل العشاق.. Uae88999@gmail.com