الشباب هم عدة الحاضر وعتاد المستقبل لدولتنا الفتية، هم عدتها وذخيرتها منهم سيكون القادة والعلماء، والمفكرون، والمخططون، والمنفذون، والقدوة الحسنة، وحتى تستمر دولتنا في الطليعة كما أرادت لها القيادة الرشيدة، بات الأمر يحتم عليها العمل والتوجيه بتنشئة الشباب، وإعدادهم علمياً، وثقافياً، وفنياً، بحسب رغباتهم وميولهم، واتجاهاتهم إلى جانب الإلمام بالعلوم والثقافة العسكرية في معاقل الرجال في قطاعات القوات المسلحة. تأتي توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وموافقة مجلس الوزراء لإصدار مشروع القانون الاتحادي، بشأن الخدمة الوطنية والاحتياطية، تمهيداً لعرضه على المجلس الوطني الاتحادي لمناقشته.. لتعكس في مضمونها إدراك القيادة الرشيدة، لأهمية مشاركة المواطنين في واجب الدفاع عن الوطن، وحاجة أبناء المجتمع لهذا القانون الذي يؤكد ولاءهم وانتماءهم لوطنهم، ويمنحهم رد الجزء اليسير من الجميل له، من خلال مشاركتهم في الخدمة الوطنية التي تعتبر واجباً وطنياً مقدساً لكل مواطن. وأن حماية الدولة، والحفاظ على استقلالها وسيادتها، والمشاركة في التنمية الشاملة، بما يحفظ مكتسبات الوطن وسلامة ترابه وما حققه منذ قيام اتحاد دولتنا الحبيبة، هي أمانة في عنق كل مواطن على تراب هذا الوطن. لا شك أن الخدمة الوطنية تصقل مهارات الشباب وتضبط سلوكياتهم، وأن هذا القانون سيكون أحد أهم القوانين التي تم إصدارها لتعزيز الثقة، بأن الشباب هم خط الدفاع الأول، لحماية مكتسبات الوطن، والحفاظ على سيادته ومنجزاته، وأن تطبيقه سيشكل رافداً جديداً يعزز قدرة وكفاءة القوات المسلحة، كما ستساهم الخدمة في إكساب الأجيال الجديدة خبرات متنوعة، تفيدهم في حياتهم اليومية وتجعلهم ينظرون إلى الحياة بمنظور آخر، ما يعزز لديهم قيم الولاء والانتماء والمشاركة، كما تدفعهم للتحصيل العلمي، ورفع الروح الوطنية لديهم. وغني عن القول أن الانخراط في الخدمة العسكرية يساهم في ضبط السلوك ويقوي السلوك السوي لدى الشباب، وذلك من خلال التدريبات العسكرية التي تتسم بالضبط والانضباط وتحمل المسؤولية، واتخاذ القرارات في كل الظروف، ما يجعل المنتسب لها يتحلى بالصبر، والثقة بالنفس، وحب الوطن واحترام الوقت، والجد والحزم، عدا عن البنية الجسدية التي تصقلها التمارين الرياضية، فضلاً عن اكتساب مهارات تهيئ الشباب لمرحلة الرجولة، والقدرة على تحديد خياراتهم المستقبلية، بناء على التجربة التي مروا بها في فترة التدريب. كما أن الخدمة العسكرية تعتبر فرصة ينتقل الشباب فيها من حياة الرفاهية إلى حياة المسؤولية، حيث يتعلمون المعاني السامية وتمنحهم القدرة على مواجهة الحياة، وتهيئ للشباب الفرصة ليكونوا جزءاً من قوة احتياطية فاعلة، تمثل سداً منيعاً في مواجهة الخطر يمكن اللجوء إليها وقت الحاجة، ويبقى الشباب هم الحاضر والأمل والمستقبل، والخدمة الوطنية ستعزز ارتباطهم بتراب وطنهم. jameelrafee@admedia.ae