الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الموازنة الشهرية.. تدبير وتخطيط

3 أغسطس 2014 22:35
يشكو لي أحد الأصدقاء سوء إدارته المالية، فهو منذ أن حصل على وظيفته ذات المرتب العالي لم يستطع وضع درهم في حساب التوفير. وسرد لي قصة استهلاك أمواله التي كان بطلها رغبته غير المتناهية في شراء كل ما تراه عينه، وكل ما يحن عليه قلبه، وكان يلقي على نفسه لوم الكبر، ويتحسف على أيام الصغر التي كان يتقاضى فيها مبلغاً زهيداً من والديه كمصروف يومي، وكان يوفر منه ما يلبي به حاجاته وأمنياته الصغيرة. تركته يشكو لي مشكلته دون مقاطعته إلى أن أعترف لي بنفسه بأنه توجد بالفعل مشكله ويجب حلها، حينها سألته هل لك موازنة تتبعها وتراقب من خلالها وضعك ووضع أسرتك المالي؟، رد علي بسؤال مباغت ومتوقع ألا وهو عن أي ميزانية أتحدث، كان سؤاله مفاده النفي، وأتبع إجابته الاستفهامية بأنه ليس لديه وقت لهذه الأمور التي فيها نوع من الالتزام الذاتي. إن هذه المشكلة في حقيقة الأمر يعاني منها الكثير من الناس رغم إن الحل سهل، فكل ما يجب فعله هو عمل موازنة شهرية يتم فيها وضع جميع المصاريف الاستهلاكية الثابتة بشكل دوري خلال الشهر الواحد والمتغيرة، ووضع كذلك المداخيل الشهرية التي ترد إلينا شهرياً، والفهم الجيد لعملية دخول الأموال إلى محفظتك وحسابك الشخصي وعملية خروجها من حسابك، ليتم بعد ذلك تنظيمها بشكل لا يسمح لرغباتك التحكم فيما تملك، فالموازنة الشخصية كما سميت على المستوى الشخصي هي عبارة عن عملية موازنة المداخيل بالمصاريف والفرق بينهما، إما إن يكون خسارة أو توفير. ولتحقيق الخيار الثاني يجب استغلال محتوى الموازنة من خلال إعادة ترتيب البنود الاستهلاكية بحسب الحاجة الفعلية ومحاولة الاستغناء أو تقليل الكماليات. يجب أن يدرك المستهلك عاداته السيئة من الحسنة في استهلاكاته الشهرية، ولا يجب أن يترك سلوكه تحت وطأة رغباته غير المتناهية، ويجب أن تحدد كم يكلفك وقود المركبة، وكم تكلفك أدوات التنظيف، وكم تكلفك حاجات المطبخ، لتتيح لنفسك اختيار البدائل التي ستحقق لك هدفين، الأول تقليل المصاريف والثاني زيادة التوفير، كما يجب أن تتعلم مهارات اقتناء الفرص مثل شراء الحاجات في العروض الخاصة التي يقدمها المنتجون والباعة، فإذا كنت قد وضعت في ميزانيتك المتوقعة شراء سلعه معينة بمبلغ متوقع فقد تشتريه بأقل من ذلك من خلال تلك العروض، وهذا سوف يدعم عملية تقدمك في جعل ميزانيتك مثالية. إن الفرق بين الموفر والمستهلك، هو فقط إدراك الأول لمصاريفه من خلال الموازنة و جهالة الثاني لها، وفي صغرنا كنا نوفر، لأن عملية ضبط الصرف كانت مسؤولية آبائنا وأمهاتنا فهم من كانوا يحددون جواز اقتناء الحاجات من عدمه، أما الآن فالأمر متروك لك، لأنك بلغت الرشد، وأعلم بأنك أصبحت صاحب قرار، والقرارات الناجحة تأتي من التخطيط السليم، ومراقبة الخطط بشكل جيد، وتصحيحها بشكل دوري، وتكيفها مع المتغيرات بشكل إيجابي. وأخيراً قم باستغلال التكنولوجيا الحديثة فهناك مئات التطبيقات على أجهزة الهاتف والألواح الذكية عبارة عن موازنات سهلة الاستخدام وتقدم لك رسومات إحصائية تتيح لك فرصة معرفة وضعك المالي. . . هذا ولنا لقاءً آخر سيف تويلي النعيمي محلل مالي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©