الرئيس الأميركي باراك أوباما يطالب الفلسطينيين برد الجندي الإسرائيلي الأسير ليتم التفكير في وقف العدوان على غزة، وكأن مقتل خمسين فلسطينياً كل يوم منذ شهر لا يعني له شيئاً، والحق على نتنياهو الذي رفض أن يشرح للرئيس الأميركي ماذا يعني العدوان على غزة أثناء خطابه المشترك مع وزير الخارجية هيلاري كلينتون حينها قال: لا يعنيني أن أشرح لك ولا للرئيس الأميركي معنى القتل في الفلسطينيين، فلم يحمرّ وجهها خجلاً، ولم تنتقص كرامة رئيسها، ولا عزة بلدها، لهذا التكبر، والجفاء الدبلوماسي من ربيبة تجاه أمها الكاهنة، لكن العزاء أن هناك في العالم رؤساء شرفاء، مثلما فعلت الرئيسة الأرجنتينية «كرستينا إليزابيث فيرنانديز» بقيادتها لمظاهرة تندد بالعدوان الإسرائيلي على الأبرياء، وقتلهم العشوائي للمدنيين، ثم إسقاطها للجنسية الأرجنتينية عن المواطنين الأرجنتينيين حاملي الجنسية المزدوجة، ممن يعملون في الجيش الإسرائيلي، وهناك الرئيس البوليفي «ايفو موراليس» الذي ألغى تأشيرة السفر بين إسرائيل وبلاده، وطرد السفير الإسرائيلي من عاصمته! إن ما تمر به الدول العربية – الإسلامية اليوم له من عواقب الأمور، وأحلك الظروف، ما ستكون نتائجه وبالاً، وشراً مستطيراً، لا معنى له غير الخزي، والذل، والاستعمار الجديد، فلا تستهينوا بمعادلة الجغرافيا، تلك التي يمكن أن تشطر العرب ومسلميها إلى كيانات قبلية وطائفية، ومراع ذات عشب وفير، ومراع جدب، مرتهنة لدى ممالك العالم من روم وفرس وما شاكلهم، ندفع لهم زكاة النفط، ويحج منا للبيت بأمرهم لمن استطاع إليه سبيلا، ويتلقى المنتفعون فقط والموالون منا الشرهات السنوية نتيجة إخلاصهم في الخيانة، ومباركة التشرذم! لمَ هذا الاستقصاء الجسدي، والعنف السياسي، والقتل الديني في بلادنا العربية؟ وكأن الأشرار هم من يسيرون الأمور، وكأن السكون والمذلة تحت الفساد والظلم والجهل أفضل من حركة الحرية، ونشدان العدالة، والتطلع إلى التنمية المتكاملة، وكأن حريّ بنا أن نترحم على أيام الديكتاتورية العسكريتارية، ونظام الحزب الشمولي، وفوضى الثورجية وبياناتها التي تتلى باحتلال مبنى الإذاعة، لمَ هذا الابتلاء؟ الذي يمكن أن يرده ضعاف النفوس والدراويش للبعد عن الدين، وإذا بأصحاب العمائم الدينية هم أول القتلة، وأول الممثلين بالجثث، وأول من يسخرون اللسان، ويلوونه بالنصوص المقدسة من أجل شرعنة القتل، واستباحة دماء الأبرياء، بصراحة لم أعد أفهم ما يجري في العراق، ولا ما يجري في سوريا، ولا ما يجري في ليبيا، والعجلة ما زالت تدور، والكل سيقع تحت الرحى بشكل أو بآخر، ساعتها لا منقذ لتلك البلدان العربية والإسلامية «المريضة» إلا مخلص وخلاص، وهذا لن يأتي من السماء أو يظهر من سردابه الأبدي، بل سيكون معتمراً «برنيطة» استعمارية، ولديه خرائط، لا للتنقيب عن الآثار، بل لجعل الديار آثاراً، لنرجع نحن العرب نتباكى عليها في استهلالة قصائدنا المحزونة! amood8@yahoo.com