أعترف أنني لست من عشاق الهولندي آرين روبن، ولكن عدم محبتي له لا يلغي محبي للكرة الهولندية، ولا اعترافي بمستواه الكبير والخطير وسرعته الرهيبة التي أزعجت كل المنافسين، وحتما ستزعج الأرجنتينيين ما لم يجد المدرب آليخاندرو سابيلا طريقة لإيقافه، ولكن بدون التعرض للبطاقات الصفراوات والحمراوات، خاصة أن روبن تعرض فعلاً للضرب بشدة خلال مباراة كوستاريكا، وهو دون أدنى شك مفتاح الفوز لبلاده، وأحد أهم مفاتيح فان جال، رغم عدم اعترافه بذلك وتصريحه أنهم يلعبون كوحدة واحدة. مشكلة الأرجنتين ليست فقط في هولندا، بل في الضغوطات الرهيبة من جانب جماهير بلادهم، ومن جانب أيضاً الجماهير البرازيلية التي تكره الأرجنتين، وتكره كرتها وتكره نجومها، وتتمنى أن يذهب كاس العالم لأي منتخب في العالم ما عداها. وهنا قد تكون كلمة السر في هذه المباراة، فالهولنديون يعتبرون أن وصولهم لهذا الدور لم يكن في الحسبان، وهو بالتالي إنجاز كبير مهما حدث بعده، ولهذا أعتقد أن المنتخب إلى حد كبير خال من الضغوطات على العكس من الأرجنتين التي لخص المدرب سابيلا حالها بقوله قبل أسابيع «نحن الأرجنتينيون نعتقد دائماً أننا أفضل مما نحن عليه، يبدو هذا الأمر جيداً في بعض الأحيان، ولكنه يبدو سيئاً في أحيان أخرى، فعندما كنت صغيراً اعتدت دائماً أن أسمع أننا الأفضل في العالم، رغم أننا لم نتوج بكأس العالم وقتها، إنها مسألة ثقافية». نعم إنها مسألة ثقافية فمن يملك أفضل لاعب في العالم حالياً وأقصد ميسي ومعه نخبة من النجوم أمثال هيجواين وآجويرو وزابالييتا وماسكيرانو وبالاتزيو ولافيتزي «والمصاب المُبتعد أنخل دي ماريا»، يجب أن يكون مرشحاً للقب حتى من قبل «الكارهين للأرجنتين». وعلى الصعيد العناصري فلاعبو الأرجنتين أشد بأساً وأكثر خبرة من لاعبي هولندا، ولكننا حتى الآن للأمانة لم نقتنع أن الأرجنتين بوضعها الحالي تستحق أن تكون بطلة للعالم ولا حتى البرازيل، ولهذا تبدو كل الأمور مفتوحة على احتمالات فوز هولندي «كما فعلوا أمام إسبانيا مثلاً »، أو توهج أرجنتيني مفاجئ يُطفئ الجذوة الهولندية، ويجعلها تكتفي باللعب على المركز الثالث. في هذه البطولة تحديداً التوقع لنتيجة مباراة ضرب من الخيال، وإن كانت الواقعية الوحيدة فيها هي وصول الكبار التقليديين إلى مربع الذهب. Twitter@mustafa_agha