ينتابني شعور بأن المنتخب البرازيلي سيتعرض لمأزق حقيقي الليلة، وهو يواجه نظيره الألماني في أول حوارات المربع الذهبي، وبرغم أن المنتخبين يتساويان في كونهما لم يقدما عروضا مقنعة حتى الآن، إلا أن البرازيل كانت أكثر تذبذباً في مستواها الفني، سواء في دوري المجموعات، أو حتى عندما واجهت تشيلي في الدور الثاني، قبل أن تتجاوز عقبة كولومبيا بصعوبة في ربع النهائي، بينما كان المنتخب الألماني في قمة تألقه، عندما تجاوز المنتخب البرتغالي برباعية نظيفة، وبعدئذٍ تراجع مستواه في بقية المباريات، بما فيها مباراته مع فرنسا التي حسمها في الدقيقة الثانية عشرة، ليتفرغ بعدها لتأمين خطوطه الخلفية لمواجهة الرغبة الفرنسية في إدراك التعادل. وما يضاعف من صعوبة موقف البرازيل أن التشكيلة ستفتقد جهود اثنين من العناصر التي تصنع الفارق للسامبا وهما المدافع المتميز تياجو سيلفا كابتن الفريق، وصاحب الهدف الأول في مرمى كولومبيا، ونجم نجوم الفريق نيمار الذي تعرض لإصابة قوية في عموده الفقري أبعدته عن المونديال، ومن الجائز جداً أن تدفع البرازيل فاتورة غياب نيمار في ظل تراجع أداء المهاجمين هالك وفريد. ويتسم الأداء الألماني بالتنظيم الجيد والقوة البدنية وتقارب الخطوط وتعدد مصادر الخطورة، ولو حدث ونجحت ألمانيا في تجاوز البرازيل فلن تكون مفاجأة على الإطلاق، حتى لو تسلح المنتخب البرازيلي بعاملي الأرض والجمهور. برغم أن الشماتة مكروهة، إلا أن تلك القاعدة تختفي عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الصراع التاريخي بين الكرة البرازيلية ونظيرتها الأرجنتينية، وهو ما تجسد بوضوح بعد إصابة نيمار في مباراة كولومبيا ومغادرته المونديال، حيث بدت شماتة الجماهير الأرجنتينية واضحة، معبرة عن سعادتها بخسارة منتخب البرازيل لنجمه المفضل و«صانع الفرح» في السنوات الأخيرة مما يقلص من فرصه في الفوز بالمونديال. ولأن لا أحد يرضى بتلك الروح غير الرياضية، فقد جاء الرد على الجماهير الأرجنتينية سريعاً، وبعد 24 ساعة فقط من إصابة نيمار، حيث تعرض الأرجنتيني الرائع أنخيل دي ماريا لإصابة خلال مباراة منتخب بلاده أمام بلجيكا، من شأنها أن تبعده عن مباراة نصف النهائي أمام هولندا، ليفتقد التانجو جهود أحد أبرز اللاعبين الذي ساهم بدور مهم للغاية في وصول منتخب الأرجنتين إلى نصف النهائي. وواحدة بواحدة.. والبادي أظلم! سيبقى مونديال البرازيل علامة فارقة في تاريخ الحرّاس العمالقة، فبعد تألق المكسيكي أوتشوا الذي عذّب البرازيليين والأميركي تيم هاوارد، والكوستاريكي نافاس، والجزائري رايس المويلحي، والحارس الكولومبي، وقدم الحارس الهولندي «البديل» تيم كرول الذي أشركه فان جال مع صافرة نهاية الشوط الإضافي الثاني درساً في فنون الحرب النفسية، عندما كان يصرخ في وجه لاعبي كوستاريكا، قبل تسديد ركلات الترجيح لينجح مخططه، ويصد ركلتي ترجيح ليؤكد أن «المبارزة بالعقل» نجحت، حتى قبل تسديد أول ركلة ترجيح!. ومن «العملاق» الهولندي، ومن مدربه الذكي نستفيد!. Essameldin_salem@hotmail.com