كأس العالم تسير طوع بنان ليونيل ميسي، وعلى الرغم من أن البطولة تقام في البرازيل الجار اللدود للأرجنتين، إلا أن أصحاب الأرض لا يملكون اللاعب الذي يمتلك كاريزما ونجومية ميسي حتى في وجود نيمار الذي كانوا يعولون عليه من قبل، ولكن خابت الآمال عندما أصيب في ظهره وودع المونديال. قد لا يكون ميسي في أفضل حالاته ولكنه لا يزال الأبرز، هو الأول في الأرجنتين ومن خلفه على مسافة بعيدة يأتي صاحب المركز الثاني أياً كان، حتى لو كان المدرب أليخاندرو سابيلا، بل أن البعض يبالغ عند إجراء أي تبديل في صفوف المنتخب الأرجنتيني أثناء المباراة ويتجاهل سابيلا ويقول إن ميسي هو الذي قام بإجراء التغيير. وإذا كان منافسو ميسي يتساقطون سراعاً وعلى رأسهم منافسه اللدود في «الليجا» الإسبانية، وأتحدث بالطبع عن كريستيانو رونالدو، ثم جاء الدور على نيمار، لتبقى الساحة خالية تماماً من أي منافس حقيقي، حتى لو كان روبن أو مولر فمهما فعلا، ومهما أبدعا، فلن يصلا إلى مستوى ليشكل خطورة على مكانة ميسي واستئثاره بعرش النجومية، فإن لم يصدقا فليسألا الفرنسي ريبيري. وعلى الرغم من أن الحالة الفنية لميسي 2010 كانت أفضل بكثير من هذه الحالة التي يعيشها الآن، إلا أنه كان يعاني في تلك الفترة من سطوة مارادونا الذي كان مدرباً، ومع هذا فقد احتكر هالة الضوء التي كانت تحيط به، وتحرق من هم دونه، وفي وجود دييجو لا أمل لأي كان بالمركز الأول، وقد لا يكون المركز الثاني مكسباً، ولكنه الوحيد المتاح. أما الآن فقد أصبح ميسي هو سيد الموقف، ويقول البعض إنه لا يزال لم يقدم أفضل ما لديه، إلا أن الأرقام لا تكذب، وهذه الأرقام تكشف أن أكثر من 98% من الكرات الخطيرة التي حصل عليها المنتخب الأرجنتيني في البطولة بدأت أو انتهت بقدمي ميسي، هو أكثر لاعب في العالم يقدم الكرات السهلة لتسجيل الأهداف على شكل هدايا مغلفة ومذيلة بجملة «مع تحياتي ميسي». هو يلعب بالقدمين ولكنه قبل كل شيء بعقله، ونادراً ما يستعمل فمه، فهو لا يتحدث كثيراً وعندما وصل المنتخب الأرجنتيني إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم الحالية بعد 24 عاماً من الغياب، اضطر للحديث وقال إن الهدف الأول قد تحقق وتم، فما هو الهدف الثاني والأهم؟، وما الذي ينوي فعله هذا البرغوث العبقري الضئيل؟، هل يعني هولندا أم ألمانيا، أم تراه يقصد البرازيل؟. Rashed.alzaabi@admedia.ae