تستفزك ملصقات وإعلانات تقوم بها بعض الشركات والمؤسسات التجارية، التي تنشر الجائلين الذين يضعون هذه القراطيس، مثل حبال الغسيل المحشوة بالملابس الرثة، أو مثل الأسماك المجففة، تتدلى بأجنحة ذابلة ومقرفصة، تسيء بشكل مباشر إلى المنظر الحضاري للبلد، هؤلاء الجوالون يدورون، ويلفون الشوارع والأزقة وأحياناً يدخلون من خلال الأبواب المواربة بدون استئذان، وعندما يشاهدون أصحاب المنازل فإنهم يديرون غير مبالين، بما فعلوه.. ومثل هذه التصرفات العشوائية، وغير المرخصة أخلاقياً قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، فعندما تجد رجلاً يقف أمام باب منزلك، فلا تعرف هوية هذا الشخص، إن كان متلصصاً أو متخصصاً في توزيع وباء الملصقات، ولا تستطيع أن تفعل أي شيء إزاءه، والمسألة محيرة، ومربكة، وتحتاج من تدخل سريع، من قبل البلديات والتي من واجبها أن تفرض رقابة صارمة لمنع مثل هذه السلوكيات المؤذية لمشاعر الناس، والتي قد تقود إلى ارتكاب أفعال تضر بالعائلات.. فالنفس الإنسانية معرضة للانحراف، وقد يستغل أصحاب النفوس الضعيفة مهنهم الأساسية، في ارتكاب كل ما يخالف القيم والعادات الاجتماعية ولا أعتقد أن يكون هناك وازع أخلاقي عند كل الناس، فلمجرد هفوة بسيطة قد ينتج عنها، جريمة أخلاقية، والمبررات كثيرة، والمعطيات عديدة، وأسباب الانحراف سهلة لكل من يريد أن يستغل ظرفاً ما، لتنفيذ مآرب أخرى.. فبعض الجوالين يغيرون على البيوت مثل الجراد، ويهيمون في الأمكنة بلا وازع ولا رادع، وإذا لم تتدخل جهات الاختصاص لتقنين وضع الملصقات ووضع الضوابط والأسس والقوانين التي تضع الجميع أمام مسؤولياته القانونية، فإن التسيب يؤدي إلى خيبات ومطبَّات، وليس بالوضع الأمني للبلد، كون أن جميع من يقومون بهذه المهام من الآسيويين والعزاب، ومن ذوي الثقافة البسيطة ولا يعون لما يقومون به أو أنهم ينقلون أدواتهم الثقافية في بلدانهم إلى مجتمعنا الذي تحكمه ضوابط أخلاقية وثقافية لا تسمح أبداً لانتشار مثل هذه الظواهر الشاذة والقيم اللا مسؤولية.. فلابد من وعي واستنفار ضد مثل هذه الحملات الإعلانية التي قد تحمل في بواطنها مشاكل جمّة، أولها وأهمها انتشار الجريمة، والتعدي على حرمات البيوت، وخدش حياء الأسر الآمنة.. لابد من التصرف بحكمة ومسؤولية تجاه مثل هذه الأفعال، لأنها لا تمت للوجه الحضاري الذي تتسم به بلادنا، والذي أصبح الوجه المشرق والمتألق، الذي يفخر به كل مواطن ومقيم على هذه الأرض اليانعة.. لابد من فعل شيء يسد هذه الثغرة، والتي لو أهملت قد تصبح فجوة واسعة، لا مجال بعد ذلك لردمها.. أقول لابد لأن وضع هذه الملصقات أصبح مؤذياً ومزعجاً، يضجر له الناس ويشعرون أن حياضهم منتهكة، وبيوتهم معرضة لأي تصرف لا تحمد عقباه. Uae88999@gmail.com