في الآونة الأخيرة ارتاحت إسرائيل من سيل الاتهامات التي تكيلها لها الدول الخربة واستراحت من تهمة التآمر على هذه الدول، وبدأت القذائف النارية تتجه نحو دول آمنت بالحب كعقيدة، وبالتآخي كسياحة، فالانشغال بالواقع المحلي والنهوض به اقتصادياً واجتماعياً كسلوك، ولكن وللأسف فإن الدول التي نخر عظمها الفساد والدمار الأخلاقي لم تجد وسيلة لتبرئة نفسها من دم المغبونين سوى تعليق هذا الانحدار على شماعة آخرين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحصل في ديار الآخر، نشعر بالألم عندما يسخط أردوغان على بلدنا ويتهمها بالتآمر على تركيا ويسقط في بئر الاتهامات الباطلة ويبدأ في التفتيش عن خيط ضوء لينقذ نفسه وحزبه من ورطة الانكسار التي اصيب بها والتي أعادت تركيا الديمقراطية إلى مربع الدول المتهمة بالنقاط السوداء والعواء في صحراء قاحلة تكشف مدى الخدع البصرية التي وقعت فيها الأحزاب ذات البعد الواحد وأوقعت البلاد والعباد في فوهة بركان قد لا يخمد أواره ولن تظل أسراره غامضة إلى الأبد.. فالشعوب اليوم باتت على مرمى حجر من وعي يستدعيها بقوة نحو الأخذ بناصية الوقوف بشموخ والقول لا لكل كذاب أثيم ومعتد لئيم يحاول أن يعلق أخطاءه وخطاياه على مشاجب الآخرين ظناً منه أنه يستطيع أن يمرر مشاريعه المغلوطة كما فعل في السابق. يقولون شر البلية ما يضحك، وما قاله أردوغان عن الإمارات محزن ومضحك، فكيف لدول تعد نفسها ناهضة اقتصادياً مناهضة للاستبداد وتستبد بغيرها وتلقي عليه ما يجرب في عروق أحزابها الحاكمة والتي كانت في وقت قريب تتهم الآخرين بالديكتاتورية وتجاهر ليل نهار بأنها الحامية والراعية والمعتنية جداً بالشعوب التي لاقت العذابات والمرارة من حكامها ولكن كما يقول المثل: «اللي في الجدر يطلعه الملاس» وجدر تركيا يفور اليوم بالتناقضات و«ملاس» الشعب يحفر في القاع بلا هوادة، باحثاً عن الحقيقة، وبالتأكيد هذا اليوم سوف يجد حقيقة ما يجري في «جدر» تركيا في أخطاء حزبه الذي هيمن على الحلم منذ 1972م وليس في مكان آخر.. وبالطبع ليس في الإمارات لأن بلدنا دأبت منذ بدء التاريخ على ترسيخ العلاقات الأخوية والصداقة مع كل بلدان العالم وبدون استثناء سوى الدولة المحتلة للأراضي المقدسة، ولم تتوان الإمارات في التواصل مع الآخر بكل شفافية وأريحية لأجل بناء عالم خال من الضغينة و«المؤامرات» ولأجل سلام دائم يعم أرجاء المعمورة والإنسانية بحاجة إلى السلام لأنه الشجرة التي تظلل الرؤوس وتحمي بني البشر من رمضاء الحروب والبطش. Uae88999@gmail.com