يختتم اليوم المنتدى السنوي العاشر لصحيفتنا «الاتحاد» الذي دأبت على تنظيمه منذ عقد، وتخصص كل دورة منه لمناقشة حدث رئيسي مهم في المنطقة، حيث يشبعه بحثاً وتحليلًا، المشاركون في المنتدى وهم من المفكرين والكتاب الذين يتابعهم القراء من خلال صفحات وجهات نظر بـ «الاتحاد». وقد خصص المنتدى هذه الدورة للحدث الأهم والأبرز في المنطقة «اليمن» و«الانقلاب الحوثي والرد الخليجي»، كعهد«الاتحاد» دوماً في مواكبة الأحداث ومتابعتها بالرصد والتحليل واستشراف المستقبل. لقد كان الانقلاب الحوثي بمشاركة الكتائب الموالية للرئيس اليمني المخلوع صالح أحد أخطر التحديات والتهديدات الأمنية المباشرة على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي من دون استثناء، وبصورة مباشرة على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تقود اليوم التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، والذي تشارك فيه بثقل ملموس الإمارات التي قدمت كوكبة من أبنائها الذين ارتقوا شهداء وهم يذوذون عن الحق ونصرة المظلوم. وتؤكد من خلال مشاركتها في المهمة قناعتها الراسخة بأن أمن الخليج كل لا يتجزأ، ولا ينفصل عن الأمن العربي، وباعتباره المدخل لتحقيق تنمية البلدان والشعوب. لقد جاءت مداخلات المنتدى لتشّرح طبيعة الأدوار وتقاسيم وتفاصيل تركيبة المتمردين الذين ارتضوا أن يكونوا رأس حربة لمخطط تدميري إيراني حاقد، ينشر الفتن الطائفية والمذهبية وينثر الخراب والدمار، مستهدفا إنجازات ومكتسبات شعوبنا الخليجية، ويرهن المنطقة لتلك الأجندات الهادفة للتفتيت والتمزيق. ومما لفت نظري خلال المداخلات أن البعض من المحسوبين على النخب المثقفة والانتلجنسيا العربية وحتى الخليجية يتحدثون عن الشأن اليمني، كما لو كانوا يتحدثون عن جزر «واق الواق»، بينما الأمر يتعلق بأرض وشعب هو أقرب اليهم من حبل الوريد، كما أثبتت الأحداث الجارية اليوم. ولعل أبرز ما طرح في المنتدى هذه الرؤية الجديدة المتجددة التي تؤكد أن انطلاق عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» يجب ألاّ تكونا نهاية المطاف في التعامل مع اليمن، وإنما بداية مقاربة جديدة في العلاقة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليمن، تعمل على مساعدة موطن العرب الأول» الوقوف من جديد عنصراً فاعلاً ومنتجاً مستقراً ومزدهراً ضمن منظومة الإقليم يصون أمنه واستقراره ويحقق تطلعات شعبه في الحياة الكريمة، عصيا على عصابات التمرد والتطرف والإرهاب.