الحوثيون وصالح اليوم أو غداً أو بعد غد، فلا بد أن يركعوا ويخضعوا ويقولوا إن الله حق، فلا يخيف اللصوص والخونة إلا العين الحمراء ولم يكن لهؤلاء أن يتجرأوا وأن يكتسحوا اليمن من شماله إلى جنوبه لولا إحساسهم بأنه لا أحد يستطيع ردعهم، وأن الشرعية ستبقى وحيدة في قلب العاصمة، ولكن.. ولكن عندما وجدوا أن الدم لا يصير ماء، وأن الأشقاء في ساعة المحن هم الساعد والعضد عرفوا جيداً وصاروا على يقين أن من حرضهم ودفعهم إلى مثل هذه المغامرة غير المحسوبة لن يكون معهم ساعة تدق أجراس الحقيقة وأن من يرفع شعارات الطائفية لا يريد من وراء ذلك كله إلا هدم البيت العربي وإبقاء الجدران في حالة تهاو لتمرير الأجندات الخسيسة، وتحويل المنطقة العربية، ساحة خراب ويباب، وذلك إتكاء على أوهام تاريخية وخيالات توسعية مريضة.. الحوثيون سوف يكتشفون ذلك في الأجل القريب أو البعيد لأن من يعلي الذات الطائفية على حساب الأنا الوطنية خاسر لا محالة، ومن يستند إلى خضخضات الغير لابد وأن تنقلب به الحافلة في وادٍ سحيق فينسحق ويصبح كعصف مأكول والمثل يقول «ما يحك ظهرك غير ظفرك»، والحوثيون عولوا على إيران كثيراً وإيران التي راهنوا عليها عاجزة عن إطعام شعبها، فهناك في هذا البلد المتضخم كذباً يعيش أكثر من 40% من الشعب تحت خط الفقر إضافة إلى الأمية الضاربة أطنابها، ومشاكل اجتماعية وأخلاقية تسوم هذا المجتمع الإيراني سوء العذاب.. إذاً فنحن على ثقة من أن صنعاء سوف تلفظ الحوثيين كما تلفظ الأمواج الحثالة، وسوف تسفر أقمار التحالف عن يمن ينعم بالأمن والاستقرار وليس هذا الكلام مجرد أمنيات وإنما الوقائع على الأرض تؤكد ذلك لأن ما بني على باطل فهو باطل، والحوثيون بنوا أحلامهم من فيض شعارات جوفاء ومشاعر خرقاء فاعتصموا بحبل الشيطان ولما وجد الشيطان أصحابه في محنة ويواجهون الهزيمة، انبرى قائلاً ما كنت أحثكم لولا أنكم كنتم تمالئون النذالة، كما يتواطأ الأنذال مع بعضهم لتحقيق هدف خسيس.. نقول إن الحوثيين وصالح سوف يتمنعون أمام المبعوث الأممي إلا أنهم راغبون وشغوفون بالسلام تحاشياً للاستسلام الفاضح.. هؤلاء لا يهمهم اليمن ولم يفكروا يوماً بمصالح الشعب اليمني لأنهم ذاتيون أنانيون، براجماتيون، نرجسيون حتى الثمالة وطالما شعروا بالعجز والهزيمة سوف يرفعون الراية ويخفضون الرؤوس ويقبلون بالأمر الواقع.