وسط ألق الكلمة الصادقة المسؤولة وبهاء الفكرة السامية انطلقت أمس فعاليات منتدى الإعلام العربي في دبي برعاية وحضور فارس الحرف والقوافي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الرجل الذي قدم نموذجاً إماراتياً خالصاً في حرية الإعلام والكلمة المسؤولة التي تجمع ولا تفرق، توحد ولا تشتت، وأرسى مبدأ راقيا لحرية التعبير الحضاري الذي ينبذ الترويج للغلو والتعصب والتحزب بأنواعه، حرية تعبير ترقى بالإنسان وتطلعاته، وقد كان سموه أول قائد عربي يمنع حبس الصحفيين وأصحاب الرأي والقلم لسبب يتعلق بعملهم وما يسطرون. لقد كان انطلاق منتدى الإعلام العربي أمس بهذا الزخم والتألق وبمشاركة أكثر من ألفي إعلامي من مختلف بلدان العالم العربي، وتحت شعار “مستقبل الإعلام يبدأ اليوم” تأكيد للمكانة التي وصل إليها المنتدى في دورته الثالثة عشرة بفضل هذا الدعم والرعاية التي يحظى بها من لدن سموه. وإذا كانت جلسات المنتدى والممتدة على يومين تحلق في آفاق المستقبل، والتحديات التي تواجه القطاع في العصر الرقمي مع ما حمل من تغييرات هائلة وجوهرية في الأداء الإعلامي، فإننا نتوقف أمام دلالة الاحتفاء بمصر في المنتدي، وما يمثله مشاركة رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، وإلقائه الكلمة الرئيسية في افتتاح التجمع الإعلامي الأكبر من نوعه، وجاء معبراً عن الاعتزاز والتقدير لأرض الكنانة. لقد خاطب محلب الحضور عن مصر الأمل القادم بقوة لاستعادة دورها التاريخي والحضاري، وعبر المسار الديمقراطي الذي اختاره شعبها العظيم ومن ورائه قواته المسلحة التي كانت دوما الأمينة على تطلعاته وإلى جانبه في أكثر مراحل تاريخه مفصلية ودقة. وقد كان خطابا مفعما بالأمل والتحدي والإرادة والثقة والتفاؤل بقدرة شعب مصر على اجتياز كل العقبات والصعاب مهما اشتدت وكبرت بإمكاناته الذاتية وبقدرات رجاله الشرفاء، وبدعم أشقائه، وفي مقدمتهم قيادة وشعب الإمارات الذين حرص محلب على توجيه تحية خاصة لهم لوقفتهم المشرفة إلى جانب مصر في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به، وهي تستعد خلال الأيام القليلة المقبلة للقول الفصل في العرس الانتخابي الرئاسي الاثنين والثلاثاء المقبلين باختيار قائد موضع ثقتهم، يعبر بهم ومعهم نحو الأمن والأمان، يشمرون معه عن سواعد الجد والعمل المخلص الدؤوب لبناء مصر الغد، بكل ما تمثل من موقع ووزن ومكانة وتاريخ وحضارة. كما عبر الحرص المصري على التواجد بهذا الثقل في منتدى الإعلام العربي عن تقدير للأقلام والأصوات التي تعمل بمهنية واحتراف لخدمة الحقيقة وإبرازها بعيداً عن أبواق وفضائيات احترفت التزوير والتدليس وتشويه الحقائق، واختلاق الأكاذيب وإذكاء نيران الفتن وتأجيج الخلافات خدمة لمصالح فئة محددة تنفذ مخططات أجنبية معادية. كما كان تقديراً لأداء الإعلام المسؤول الملتزم بالمصداقية والقواعد المهنية والشفافية التي تحكم رسالة أهل القلم والأمانة العظيمة التي يحملون تجاه الرأي العام في كل مكان، وهم يلتقون من جديد للانطلاق نحو آفاق جديدة من الاعتناء بمحتوى إعلامي يسابق العصر نحو التميز، في ضيافة فارس التميز على أرض وطن التميز إمارات الفرح والمحبة. ali.alamodi@admedia.ae