مبادرة سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان بإقامة معرض خيري نظمته هيئة الهلال الأحمر من المشاريع التي تخاطب الإنسانية، ويهدف لتعزيز آدمية المتعففين، والمحتاجين ومراكز ترعى الحالات النفسية والخاصة والجهات الخيرية داخل الدولة وخارجها. ومن زار المعرض شعر بما يلامس الروح وما صنع مساحات شاسعة من الإبداعات والجماليات التي جسدتها حرفية المعروضات وتصاميمها والأهم من ذلك كله ما دبَّ في الوجدان من طاقة إيجابية طغت على وجوه الحاضرات وكأنها دخون «أم راشد» الذي يزرع الابتسام ويوزعه بين ممرات المعرض، وعند تحاور الحاضرين. لقد كان أشبه بالعرس أو العيد وكم نتوق لمناسبات لطيفة تعكس سعادتنا كشعبٍ وما حضورنا إلا امتناناً لما تقدمه القيادة الحكيمة. وبعد جولة في المعرض ولقاء مع راعية المبادرة صاحبة الرؤية الخلاقة والعطاء المتميز، بكيت من أعماق قلبي على ما شهدت من خلقٍ رفيع المستوى وعملٌ يعبر عن الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن وما يرص نسيج المجتمع ويفرح المحتاج والمظلوم والمريض والُعَسَّر وهذه عطايا تعزز الوفاء والولاء، شكراً «أم زايد». ??? في سوق الوصل دخلت محل اسمه «دانه الشندغة» لأجد ما كنت أبحث عنه من قماشٍ متقلب المزاج يُدعى «شمس وظله» وبينما كنت أتلمس القماش تذكرت صورة جمعت أمي وأخواتي وقد لبسن قماشٌ من نفس اللون والتفصيل وأتذكر أني سألت والدتي عن السبب فردت بمصطلحٍ يفهمه جميع سكان الخليج العربي: «الطبعة» فأيقنت بأنه ما كان بالإمكان أفضل مما كان. وانتبهت من رحلة الماضي على صوت رفيقتي تقول: شو رايك في هذا اللون؟ فنظرت حولي فإذا بسيدتين وقورتين تدور بينهما ذات الأسئلة! ونظرت إحداهن إلى وقالت: انتي الدكتورة عائشة؟ فجذبني السؤال إلى أن وصلتها يدي اليمني وسرت أصافحها قائلة: نعم، الله يغفر لك ولوالديك، عفواً منوه الحرمة؟ فبدلاً من الرد إلتفتت إلى صديقتها تخبرها عن ما تقرأه من كتاباتي بأنها تُعبر عن حبٌ عميق لتفاصيل الوطن. فقلت للسيدتين بخجل: ما عليكم زود، وما تتحدثن عنه هو من «عطايا» هذا الوطن الوهاب وما نقوم به محاولة باسلة لرد الجميل. ??? كتب لي الدكتور القدير «هنالك غصّة في حلقي لأنّني لم أحظ بشرف تكريمكم مثل باقي الزّملاء! حقاً أنّ إجازتي لم تأت في وقتها.. أحببت فقط أن أعبّر لكم عن مقدار احترامي لشخصكم الكبير وتقديري غير المحدود لتفانيكم في خدمة بلدكم المزدهر والعامر بأبنائه. ولا أزكّيكم في ذلك، فرصيد حبّكم في بنوك قلوبنا وكلّ من يعرفونكم كبير جدا يستحيل انقضاءه أو زواله. أدام الله عليكم الصحّة والعافية ورزقكم أعلى مراتب العلم والفهم ورفع الله الإمارات وأبناءها البررة إلى أعلى عليّين». فتذكرت والدي عندما كان يقول لنا الابن الصالح الذي يدعو لوالديه ليس فقط بالدعاء لهم بالعفو والرحمة والشفاعة ولكن بما يعكس حُسن تربيته وما زرعه فيه أبواه من خلق يغبطه الناس عليه فتصل والديه من ذلك الثناء حسناتٌ لا حصر لها ولا عدد. فكتبت للدكتور الموقر: سيدي، لك الشكر ومزيد من الاحترام على الثقة الغالية التي عكستها كلماتكم المعبرة. لقد شرفني الله بمعرفتكم والعمل معكم وأتطلع دوماً لمزيدٍ من العطايا والتألق. للعارفين أقول، نحن رهن إشارة هذا الوطن وقيادته المتميزة بالإنسانية والعطايا التي لا تعرف سقفاً أو حدودا. bilkhair@hotmail.com