إيران جارة، ودول الجوار العرب لا تريد من إيران المسلمة، إلا تطبيق قول الرسول الكريم، الذي أوصى على سابع جار. وأولى الوصايا احترام الجيرة، والكف عن الإيذاء، والابتعاد عن التعالي والامتناع عن التزمت، والعمل على وضع حد للتصرفات التي تسيء إلى العلاقات وتمس سيادة الدول. ولا يمكن لعلاقة بين حضارتين أن تستمر بسلام، طالما بغى طرف على طرف، وطالما أناط طرف لنفسه حق الاستيلاء على حقوق الآخرين، وفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية، وبث شعارات معادية، تخرب شكل الجوار وأسبابه ومتطلباته، وإيران تعرف جيداً أن دول الخليج العربي لم تعتد يوماً على أحد، ولم تكِن بغضاء ضد أحد، ولم تستول على أراضي الغير، بل كل ما تريده هذه الدول، الوضوح في العلاقة والاحترام المتبادل ومد جسور المودة بينهما وإيران، لأنه على أرض إيران يسكن شعب مسلم، يرتبط بشعوب المنطقة بروابط التاريخ والثقافة، ولا يجوز أبداً لأي حاكم كان ومهما بالغ في حمل الأجندات الخاصة، أن يهمل حق هذا الشعب الذي يتضرر بصورة مباشرة حينما تسوء علاقة إيران بدول الجوار.. ودول الخليج العربي لا تريد أكثر من مبادرة جادة وحقيقية وواضحة وصريحة من قبل إيران، لإثبات حسن النية، وبسط سجادة أعجمية خالية من صوف الباطنية، وأولى هذه المبادرات الاعتراف بحق الإمارات في جزرها الثلاث المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وإعادتها إلى ترابها الأم.. في هذه الحالة، تكون إيران قد بدأت في تنفيذ مشروعها الحقيقي في بناء علاقة سياسية بنّاءة، ومجدية للطرفين، أما غير ذلك فإنه لا يدخل إلا في باب التجديف والتحريف والتخريف والتسويف، وإبادة أي محاولة جادة من قبل دول الجوار. وأعتقد أن إيران مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى في أن تتقدم بخطوات واقعية، وتقدم نفسها أمام دور الجوار بوجه دون أقنعة أو «براقع»، وأن تخرج من شرنقة الأجندات المبهمة، والغامضة، لأن الوقت السياسي في العالم ما عاد يحتمل كل هذه التسريبات المدلهمة، وكل هذه الانزياحات القاتمة.. ما تريده دول الخليج علاقة ندية، ومن دون اختلال في الموازين والمقاييس والمعايير وأيضاً في التعابير.. نريد إيران الدولة الحالمة بالسلام، نريد إيران بسياسة غير مكللة باليورانيوم المضطرب. Uae88999@gmail.com