عنوان جميل لمعرض «العين تقرأ» بمعنى التجدد من عام إلى آخر، وبمعنى رسم معالم المدينة التاريخية والثقافية، وإظهارها مفعمة بالروح. مدينة جميلة كالعين جديرة بجامعة الإمارات وتضعها على رأس العالم بما تتمتع به من نجاح أكاديمي يمتد إلى آفاق عالمية، والمدينة تزخر بالمؤسسات الثقافية والمكتبات، وفي تكوينها ذلك النسيج الثقافي العريض والمهم، وعلى جوانبها معالم سياحية جاذبة لكثير من رواد السياحة بالعالم. واللافت أن حديقة الحيوانات بالعين بادرت بمنح الدخول المجاني لرحابها لكل من يقتني كتابا من المعرض. وهي بذلك تكون جزءاً من هذه المنظومة الثقافية المبهرة. وكذلك فإن القائمين على المعرض لم يتوانوا في إخراجه بصورة لائقة وبما يحمل من معاني الاحتفاء بالكتاب. وإذا كانت هذه الحاضنة هي مدينة العين ذات الأفق الثقافي والآثار، وبما أن المناسبة تطل سنويا، فهنا يتساءل المرء: لم هذا الإحجام والحضور غير المرضي والذي لا يتناسب وحجم المدينة، وأين يكمن سبب الإحجام؟ قبل سنوات كان المطلب ملحا بضرورة وجود تظاهرة ثقافية مكتملة في هذه المدينة التي لا تخلو من رواد الأدب والثقافة والتراث، لذا لا يمكن فهم حالة مدينة تتلهف ثقافيا فيما يحجم الرواد عن حضور الفعاليات المصاحبة. وحين نضع عنوانا بهذه الصورة «العين تقرأ» أي العين بكل أطيافها وحاضناتها الثقافية من مؤسسات ثقافية أو ذات صلة بالثقافة والعلم، فعليها الإسهام بصورة أو بأخرى في تحقيق النجاح، فمعرض الكتاب هو قيمة رفيعة المستوى ومنه تستلهم ذاكرة الشعوب والأجيال ما يعزز وجودها التاريخي والثقافي. ورغم هذا الاختلاف لا يمكن أن نطفئ شموع الأمل، ولا بد أن تكتب السطور من جديد في بناء ثقافي لهذه المدينة، ولابد للسطور أن تتسع لها رؤية المؤسسات الثقافية، وأن تدرك المسعى من جديد، فصرح كبير كجامعة الإمارات أو مكتبة زايد لا يمكن أن يبدو غريبا على معارض الكتب أو المنظومة الثقافية المحلية، ولا يمكن لسائر مؤسساتنا الثقافية ألا تسهم في تظاهراتنا الثقافية.