تبدو كل العبارات الاستهلالية قديمة.. اليوم نلعب مع أستراليا في نصف نهائي كأس آسيا لكرة القدم.. اليوم كل الدعاء وكل الرجاء وكل الأمل أشجار تحيط بنا.. يتسع الصدر بحجم الصحراء.. يبيت ليلته في مياه الخليج.. يغسل أيام إحباط مضت.. ينفض عن كاهله غبار السنين.. اليوم كلنا الأبيض.. كل يوم كلنا أولاد زايد. حين تعجز عن ترجمة ما في الصدر تدرك أن الأمر كبير.. حين يصبح الواقع خيالات وأمنيات تتحرك في النفس رؤى لن تستوعبها الكلمات.. كل ما نملك عيون تشخص إلى أستراليا، وقلوب تحتشد في دعاء واحد بأن ينصر الله منتخبنا، وألا ينقطع حبل الأمل الممتد بطول الوطن العربي، بعد أن خرج منتخب العراق أمام كوريا الجنوبية. أثق أن الدعاء يصل أسرع من الكلمات، وأن زاويتي ليست سوى حرف في أغنية ترددها كل الإمارات.. أعجز عن محاصرة هذا المد بداخلي وهذا الأمل.. أسير وقتاً في ركب التفاؤل، وأرفض أن أترك لليأس موضعاً، فمتى كان هذا الجيل يستدعي اليأس، وكيف نغفل ما تحقق وكان منتهى المراد.. نحن طماعون يا «الأبيض» .. أنت من قلت لنا إن الأماني ممكنة.. أنت من أسقط البطل.. لن نثقل عليك فنطلب الفوز ولا شيء غيره.. نحن جاهزون للسعادة بك في كل حال. اليوم يقف الأبيض على خط فاصل بين زمنين.. ماض كنا فيه نكتفي بالفرجة وحاضر يفتح ذراعيه لجيل الأمل.. يشرق عليه صباح جديد ليس لواحد منهم لكنه لكل الوطن.. اليوم نواجه كل شيء.. الأرض والجمهور والشبح الأسترالي والواقع الذي أثبتنا أمام اليابان أنه قابل للتغيير ولديه متسع لأقطاب جدد. لا زلت أوقن أن اليابان كانت الأقوى في تلك البطولة.. ليس فقط لأنها حاملة اللقب، ولكن لأنها تمثل النمط الجديد، والواقع الجديد للساحرة المستديرة.. هي الكرة بلا قلب.. أقرب للكتب.. وأستراليا هي الأقرب لتلك الحالة لكننا على خلافهم.. أحياناً نلعب بالقلب ولو فعلناها اليوم سنمضي في طريقنا إلى النهائي. أدرك أن المهمة ثقيلة، لكنها بقدر ما يبدو الأمل فيها كثقب في جدار.. يتسع أحيانا ليصبح مد البصر.. اليوم نحتاج أن نلعب من القلب. لم أكتب بعد.. أنا أمهد لحلم لا يفسر.. أوشوش مهدي علي أفضل مدربي آسيا والشخصية الأبرز في البطولة.. أنا في حالة صمت حتى وإن تكلمت.. أنا لن أكتب بعد.. الأبيض من سيكتب وأياً كانت الكلمات ستبقى شطراً في أغنية تدوم. كلمة أخيرة العبوا من القلب ومهما كانت النتيجة أنتم في القلب