بنظرة على توصيات الاجتماع الثاني لوزراء السياحة بدول مجلس التعاون الخليجي، أجد نفسي متفائلاً بتلك البداية للاهتمام بالسياحة البينية الخليجية. في دول الخليج لدينا سائح خليجي متميز بين سياح العالم، تسعى مقاصد العالم السياحية لاستقطابه نظراً لما يمثله من مميزات مثل الإقامة الطويلة وارتفاع نسبة الإنفاق وارتفاع عدد أفراد الأسرة الخليجية. وهذا السائح الخليجي وأيضاً السائح المقيم في دول الخليج، موجود في المنطقة ويمكنه التنقل بسهولة إلى أي وجهة خليجية، وينقصه فقط التوجيه وتوفير عروض سياحية خاصة في مواسم الإجازات. هناك أمر آخر في غاية الأهمية، وهو أن السياحة الخليجية التي تسافر إلى الخارج تركز على موسم السياحة الصيفية، بينما في موسم الشتاء تستقبل منطقة الخليج السياح من العالم، أي أن السائح الخليجي أو المقيم في الخليج ليست لديه توجهات للسفر إلى أوروبا لانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، ويبحث دائماً عن وجهات شتوية معتدلة، وليس أفضل من الوجهات الخليجية في هذه الفترة. أجد نفسي متفائلاً أيضاً مع بداية اهتمام الحكومات الخليجية بالسياحة البينية، وإدراكها بأن هناك كنزاً سياحياً غير مستغل، وأننا يمكننا أن نحقق عائدات كبيرة من السياحة البينية، وهي نظرة كانت غائبة لفترة طويلة. أجد نفسي متفائلاً لأنه مع زيادة السياحة الخليجية البينية سنجد مشروعات جديدة تظهر في الأفق. خلاصة القول إن منطقة الخليج أمامها فرصة كبيرة، وهي بيئة سياحية مهيأة تماماً لسياحة داخلية حيث العادات والتقاليد المشتركة، ووجود أجيال جديدة لم يتسن لها فرصة زيارة دول الخليج الأخرى، وأمامنا فرص لأنواع متعددة من السياحة، وتبادل الزيارات الطلابية، وإقامة المهرجانات المشتركة. المهم أن يجد القائمون على صناعة السياحة حزمة من المغريات في البداية لجذب السياح. أرجو أن تدخل التوصيات إلى حيز التنفيذ بشكل سريع، وأن نرى ثمار هذا التعاون الجديد في أقرب فرصة.. وحياكم الله..