* الله يديم علينا نعمة المحبة، وروح الأسرة الواحدة، وهذا التكاتف الاجتماعي الذي يميز مجتمعنا، ولعل الملمات تظهره أكثر، والشدائد تعلنه على الملأ، لكنه باق في النفوس، متجذر في أناسنا الطيبين، وما زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لأهله، وعشيرته، وعزوته، مثمناً تضحيات الأبناء، ومقدراً جَلَد الآباء، وصبر الأمهات، ومعنى وطن يسمى الإمارات، ومبلغ حبه، وقداسة أرضه، والخوف عليه من أدنى الذاريات، إلا صورة جميلة تتحدث عن معاني الوفاء، والولاء، والانتماء، وإن غضب سيف له ألف سيف يغضب، وأن اليد البيضاء، الطاهرة، والظاهرة نقبّلها، واليد المدسوسة، والمندسة، والباطنة نقطعها، وأن الأول كان الوطن.. والآخر هو الوطن. * الحياة علمتنا إن أردنا أن نغرس شجرة تفيء بظلها على أهلنا، فلنزرعها في أرضهم، لأن الخير منذور لهم، وإن أردنا أن يستقيم بناء فليكن ساسه وعماده الوطن وأهله، وإن أردنا أن نستثمر، فخير الاستثمار، استثمار الرجال، ولا أولى به غير ابن الوطن، وإن أردنا أن نخلق إعلاماً، متميزاً، وواعياً، ومهنياً، فعلينا أن نقوي إعلامنا من الداخل، ولا نضعفه بالبذخ على إعلام الآخر في الخارج، فلم يبق من إعلام السبعين والثمانين الذي كان يمجّد العراق وشخصه الأوحد، إلا ما يضمه الأرشيف المترب، ولم يبق من صحافة العرب اللندنية الساقطة غير شتائم لم يحفظها التاريخ، ولم يبق من الإعلام الناقص الذي كان يعنون صفحاته الأولى بصور القائد معمر، غير الخراب، أين إعلام ليبيا الوطني الذي بني؟ أين إعلام العراق الوطني، غير الطائفي الذي طفح على السطح؟ وأين الشتّامون، والنابحون، والمستسعرون؟ وأين القافلة؟ * جميلة الفزّعة، ومساعدة الغير، والعون، والمعونة، ووجود إخوان شما، خاصة في الشدائد، واحتدام المواقف، والحوادث، لكن اليوم، وبوجود الوسائل المتاحة كافة، وسرعة وجود المختصين، وتوفير سبل الإغاثة، والنجدة، والإسعاف، والإطفاء، على الشخص الـ «هاب ريح» أن يستريح، ويفسح المجال لأهل الاختصاص، لأن بوجوده، ووجود الكثيرين أمثاله قد يعيقون، أكثر مما يفيدون، تماماً مثل الذي يريد أن يكحلها فيعميها، فوجود شخص «مب الذميم» لكنه غير عارف بأبسط قواعد الإسعافات الأولية قد يكسر العمود الفقري للمصاب، لأنه حمله بطريقة خطأ، لقد أراد أن يُحسن، لكنه لم يُحسن في تجنب الخطأ. * من مساوئ وسائط التواصل الاجتماعي الكثيرة، وجود مستخدميها من هواة التصوير، ونقل الأحداث حيّة لـ «قروباتهم»، وأخذ قصب السبق الصحفي غير المهني، فهم من المعيقين عند الحوادث، وهم من المتلصصين على الناس في ساعة ضعفهم الإنساني.