منذ اليوم الأول لمعرفة قرعة مجموعات تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا والجميع يتحدث عن المواجهة السعودية الإماراتية وأن نتيجتي الذهاب والإياب ستحددان هوية بطل هذه المجموعة إلى أن جاء التعادل الإماراتي الفلسطيني وهو ما كاد أن يتحقق أيضاً في اللقاء السعودي الفلسطيني ولكن السهلاوي سجل هدف الفوز في الدقيقة 94 ومنح منتخب بلاده النقاط الكاملة، وبالطبع يبقى مكان وزمان مباراة الإياب في علم الغيب وإن أصرّ الطرف الفلسطيني على رام الله وأصر الطرف السعودي على عدم الذهاب وحكم «الفيفا» لصالح الفلسطينيين فهذا قد يُغير المعادلة؛ لأنه في حالة الرفض سيتم اعتبار الطرف السعودي خاسراً بالثلاثة، ماعدا ذلك -وإن بقيت الأمور بدون مفاجآت- فإن صدارة المجموعة ستكون سعودية وهو الضغط الأكبر الذي تحمله مهدي علي ولاعبوه في لقاء جدة الأخير والذي تقدم فيه المنتخب الإماراتي بهدف (خرافي) لأحمد خليل ولكن السهلاوي عاد وأكد أنه الورقة الرابحة في منتخب بلاده فسجل هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول وهدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من المباراة وسط هجوم نقدي من بعض المحللين الذين ركزوا في هجومهم على مهدي علي شخصياً وهو ما أراه مسحاً لكل تاريخ الرجل، فهو وإن كان بصفته مدرباً يتحمل أية نتيجة كانت إلا أنه لم يُقصر وصنع منتخباً كبيراً نال المركز الثالث في آسيا وكأس الخليج ووصفه الكثيرون بأنه أكثر منتخب آسيوي تطوراً وهذا التطور لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة عمل وتخطيط ودراسة ومشاركات وتجانس وصنع الفارق كرجل مواطن يقود كوكبة من اللاعبين بكل دراية وحنكة ولا يوجد منتخب لا يخسر والمنتخب السعودي على أرضه وبين جماهيره صعب على أي منتخب وشاهدنا في اليوم نفسه كيف خسرت أستراليا بطلة آسيا أمام الأردن وبهدفين. لهذا أطالب الجميع بالتأني في إطلاق الأحكام (العاطفية) التي لا تستند لأي خلفية فنية، بل ردة فعل يمكن أن تنقلب للعكس في حال خرج المنتخب الإماراتي فائزاً أو حتى متعادلاً. الكابتن مهدي أحد العلامات الإماراتية الفارقة في تاريخ كرتها ويجب المحافظة عليه ودعمه والوقوف معه فائزاً كان أم خاسراً.