تكلمنا بالأمس عما يحدث بين قادتنا وأهالي الشهداء من مشاهد وتفاعل لا يمكن أن تحدث بين قادة وشعب في كثير من دول العالم، ولم يفاجئني تعليق صديق من إحدى الدول العربية الشقيقة على هذا التلاحم الإماراتي، حيث قال لي: «إننا نشاهدكم ونراقبكم، ونتابع كل يوم ما يحدث بين القيادة والشعب، ولولا أنني أعيش في هذه البلاد منذ سنوات طوال، ما صدقت ما يحدث». وأضاف: «إنني من بلد واجه حروباً، وانتصر وخسر، وراح منا الشهداء الكثيرون، لكننا لم نشاهد مثل هذه المواقف بهذا الحب والعمق والدفء، لم نر غير زيارات رسمية أداء للواجب واحتراماً للشهداء، أما ما شاهدته في الإمارات، فقد تعدى ذلك بكثير، لقد لمست قوة العلاقة وصدقها، كما لمسها الكثير من المقيمين على أرض الإمارات، وأثارت إعجابنا، وزادت تقديرنا للإمارات وقيادتها وشعبها». شكرته على كلماته ومشاعره، ومثل هذه الانطباعات التي أعتقد أن أغلبكم سمعها أو سمع عنها، تريحنا لسبب واحد، وهو أنها تؤكد لنا أن القيادة والشعب شيء واحد، لدرجة أن هذا التلاحم أصبح يشعر به الغريب المقيم على أرض هذا الوطن، فالبيت متوحد، والصف قوي، وكل من يحاول العبث هو لا محالة خاسر. وبالأمس، واصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد زياراته لأهالي الشهداء والجرحى، وقد انتشرت بعض مقاطع الفيديو التي صورها أهالي الجرحى أثناء زيارات سموه، ومنها مقطع مع أحد الجرحى من جنودنا البواسل، وبعد أن سلم الشيخ على الجريح، بارك الجندي للشيخ عودة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد الذي كان ضمن قواتنا المسلحة في اليمن، فكان رد الشيخ مباشراً، وقال: «ذياب مب أحسن عنكم»... هكذا بكل بساطة وصدق، يؤكد الشيخ محمد بن زايد، أن جنوده الأبطال هم في مكانة أبنائه، وأن أحداً ليس أفضل من الآخر في خدمة الوطن، وعندما ينادي المنادي لا يفرق القائد بين أبنائه وأبناء الآخرين، بل يكون أبناؤه في مقدمة الصفوف للدفاع عن الوطن، ورد المعتدي وحماية الأرض والعرض ودحر المتآمر. وفي مشهد إنساني آخر مليء بالحب والوفاء والمشاعر الفياضة، كشف مقطع فيديو آخر انتشر بشكل واسع بالأمس، يظهر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وهو يصر على أن يقبل يد والدة أحد جنودنا البواسل، فترفض هذه الأم، تقديراً لمكانة الشيخ وتسحب يدها بكل ما أوتيت من قوة، إلا أن سموه يصر على تقبيل يدها، بل ويقبل رأسها، إمعاناً في الحب والتقدير لهذه الأم الإماراتية التي كان حبها لوطنها كبيراً لدرجة أنها تحملت الألم، بل وتجاوزته بكل عزة وكرامة. ندعو الله، أن يحفظ قادتنا ويحفظ الإمارات، ويبقى بيتنا متوحداً إلى الأبد.. * بارك الجندي للشيخ عودة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد الذي كان ضمن قواتنا المسلحة في اليمن، فكان رد الشيخ مباشراً، وقال «ذياب مب أحسن عنكم». * في مشهد إنساني آخر مليء بالحب والوفاء يظهر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وهو يصر على أن يقبل يد والدة أحد جنودنا البواسل، فترفض هذه الأم، تقديراً لمكانة الشيخ، إلا أن سموه يصر على تقبيل يدها بل ويقبل رأسها