مبادرة جليلة من ندوة الثقافة والعلوم بدبي، وهي تنظم محاضرة وفعالية الأسبوع الفائت في ذكرى مرور 25 عاماً على رحيل مؤسس نهضة دبي، المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. لفتة وفاء لقائد نستحضر سيرته الخالدة بكل إجلال وإكبار، لأجل الأجيال الشابة لتدرك ما حبا الله به هذا الوطن من نعم، في مقدمتها، آباء وقادة مؤسسون بحجم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وراشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، رجال من ذوي الهمم العالية والرؤى الثاقبة، صنعوا ومهدوا لحاضر زاهر ننعم به، ومستقبل باهر لإمارات العطاء، عندما تلاقت إرادتهما وإخوانهما الحكام المؤسسون لبناء هذا الصرح الشامخ الذي نتفيأ ظلاله. وعندما يسلط رجل بحجم وقامة الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي الضوء على سيرة باني دبي، فإنما هي شهادة للتاريخ وللأجيال بحق الراحل الكبير، الذي أبهر العالم برؤاه ونهجه العملي وفلسفته في الحكم والإدارة، وكان بحق مدرسة للأجيال. كان يفاجئ عند ساعات الصباح الأولى مهندسي الشركة المنفذة لأعلى مبنى عند مدخل دبي وقتها، وهي تشيد المركز التجاري العالمي، يتابع معهم البناء الذي تحول إلى أهم وأكبر مركز لصناعة وتنظيم واستضافة المعارض والمؤتمرات على مستوى العالم الذي فوجئ كذلك بمشروع ميناء جبل علي، واعتبره البعض ضرباً من الجنون مع وجود ميناء راشد. كان مجلسه العامر مشرع الأبواب للجميع، يتداول فيه كل ما يمكن أن يضيف جديداً لدانة الدنيا في مختلف المجالات، ولا سيما ميدان التجارة والأعمال، في صورة من «شوروية» نهج متوارث على أرض هذا الوطن. وعندما تبرز قصة المجلس، تقفز أمامي ذكرى لقائي الأول بالراحل الكبير، وهو يبدد عني رهبة الموقف، رجال تعاملوا مع مواطنيهم، وكل من يطرق أبوابهم بحنو الأب وحرص القائد. فعالية «ندوة الثقافة والعلوم»، جرت بالتعاون مع متحف المرأة شهدت عرض الفيلم الوثائقي «دبي المبروكة»، التي تمضي اليوم نحو آفاق أرحب من التطور والنمو المتلاحق على يد «حارث البحر» وعاشق التميز والمركز الأول، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. ونحن نشكر الندوة لمبادرتها الطيبة، نتمنى أن تتضمن مناهجنا قبسات من سير قادتنا المؤسسين، طيب الله ثراهم، لنتذكرهم دوماً بكل وفاء وعرفان.