لا شيء أدل على معاناة العين، وأنه صعد إلى نصف نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم على صهوة الحظ، من أن حارس مرماه العملاق خالد عيسى كان صاحب الفضل في هذا الصعود، فهو من تصدى وهو من سجل ركلة الترجيح .. هو من أبكى الوصلاوية في ليلة ظننا وظنوا أنها ستكون لهم، وهو من أسعد العيناوية بعد أن وضعوا أيديهم على قلوبهم طوال المباراة. معظم المتابعين كانوا يتوقعون فوز العين بالمباراة، بسبب الظروف التي يمر بها الفريق الوصلاوي، والتغيير الجديد لمجلس إدارته، وتداعيات المرحلة السابقة، ولكن ما أن بدأت المباراة حتى رأينا وصلاً آخر، ورأينا كذلك «زعيماً آخر»، سلم قيادة الزعامة معظم فترات المباراة إلى الامبراطور، الذي تقدم بهدفين في أول 20 دقيقة، ولعل هذا التقدم السريع والمباغت، فاجأ الوصلاوية أنفسهم، فاستكانوا وظنوا أن الأمور قد حسمت، وعندما تسلل هذا الإحساس إلى داخلهم، كانت بداية التراجع، والعودة العيناوية. هي من المرات القليلة التي يكون فيها اعتماد العين على الحظ بتلك الصورة، ولعله يستحق بعض الحظ، فقد تخلى عنه في مناسبات عديدة من قبل، لكن الوصل أيضاً كان بحاجة إلى الحظ، وبحاجة إلى ترجمة سيطرته الكبيرة على مجريات اللقاء، وبالنظر إلى كامل المباراة، فقد ظلم الحظ فريق الوصل كثيراً، وحتى الكرة التي تسببت في ضربة جزاء جيان والتي جاء منها هدف التعادل الثاني للعين كانت من تسلل واضح. يجب ألا ينخدع العين بهذا الفوز وهذا الصعود، لأنه من الواضح أن هناك خللاً فنياً كبيراً في صفوف الفريق، فلم يكن الفريق الذي يهاجم ويضغط.. لم تظهر له أنياب حقيقية، وما ساهم في صعوده، أمور غير الكرة، لعل أبرزها الروح وقدرة لاعبيه على العودة، بالإضافة إلى تراجع الوصل بعد أن سجل هدفي البداية، ولا ننسى بالطبع الدور الكبير لخالد عيسى فارس اللقاء الأول في الفريقين بلا منازع. الفريق العيناوي كان مرتبكا بشكل واضح، لا سيما في بداية المباراة، الأمر الذي ساهم في استقبال شباكه هدفين مبكرين، ووقع في أخطاء دفاعية كبيرة، وحتى محاولاته الهجومية كانت اندفاعية واتسمت بالعشوائية، ما تسبب في وجود بعض المساحات الخلفية التي استغلها لاعبو الوصل في تسجيل الهدفين. في المقابل، كان الوصل أكثر ثقة وتكتيكاً واعتمد بشكل كبير على التنوع وتأمين الشق الدفاعي، مع الاعتماد على الكرات المرتدة، وساهمت طريقة اللعب التي أدى بها في صعوبة اللقاء على العين، لأنه فرض رقابة صارمة وشديدة على عمر عبد الرحمن ورادوي في كل مناطق الملعب، وضيق المساحات في وسط ملعبه، ونجح لاعبوه في الاعتماد على المرتدات وأجاد لاعبوه الأجانب بشكل كبير، سواء دوندا أو اللاعبين الجديدين، لكن الفريق لم يدرك ما تمناه وما كان يستحقه، وتلك هي كرة القدم. عموماً، كان العين بحاجة إلى هذه المعاناة في تلك المرحلة بالذات، وهو يدرس كيف يدعم الفريق في فترة الانتقالات الشتوية، فالمباراة اختزلت الكثير من عيوب الفريق، وأفصحت عن معظم إن لم يكن كل النواقص التي يحتاج إليها، والسلبيات التي عليه أن يتخلى عنها، أما الوصل، فتبقى المباراة انطلاقة له حتى ولو خسرها، وتبقى نقطة للعودة، ففي البطولات متسع للمنافسة، ولو واصل «الإمبراطور» الأداء بهذا المستوى الذي شاهدناه أمام العين، سيكون له شأن مختلف في قادم المباريات. كلمة أخيرة: حتى الحظ جزء من اللعبة.. لكنه يختفي في حضرة الفرحة mohamed.albade@admedia.ae