ليس غريباً على الإمارات أن تكون الأولى في السر الثقافي وأن تكون الثيمة والقيمة، والقمة، والنعمة السامقة، في بيان الكلمة، وبنيان النجمة الثقافية، وبنيان الإبداع الإنساني.. ليس غريباً على اتحاد كتاب الإمارات هذا البوح وهذا الفوح، وهذا الطلع الناهض باتجاه عالم بياضه من موجة توشوش السماء، ورياضة من مهجة ترشرش الأرض، من معين وعيون، بريقها هو اتحاد ما بين رعشة القلم، وهمسة الورق، عندما تكون الأوراق أحداثاً تحاذي السحابات القابعة في أحشاء الكون. ليس غريباً على الإمارات أن يكون موئلها، قمة متلاحمة مع أنشودة الطير، المؤدلج، بعنفوان الصحراء الأبية.. ليس غريباً على اتحاد كتابنا أن يضع النون وعاء للمعرفة والقلم، فسحة ما بين الوريد والوريد، ليصير التغريد، أغنيات الشحر ساعة، صحوة الأغصان على هفهفة الأجنحة الشفيفة.. ليس غريباً أن نكون في قلب المشهد الإنساني، ونمضي بالركب نحو غايات ورايات، وغوايات هي ورطتنا اللذيذة.. ليس غريباً أن يصير مقر اتحاد الكتاب الإماراتي، القِبلة والقُبلة والبوصلة، والنخلة المجللة، بالطيب والرطب، المبللة بالخصب والصخب. ليس غريباً أن يقود اتحاد كتابنا قافلة الحُلم، بحِلْم، وأن ترفرف فراشاته على أعلى القمم، وأن يكون هو الأول في المبادرة، الأولى في المثابرة، كون بلادنا ترتع على ظهر سحابة، نخوتها الامتياز وصبوتها الانحياز دوماً إلى الدرجات العلا. ليس غريباً، ونحن نشهد هذا الاحتفاء وهذا الانضواء وهذا الاحتواء، وهذا الاستواء، على صراط مقيم مستقيم، مستديم، يجعل بلادنا دوماً من الفائزين، الغانمين، بجنات التطور، وجنان التجذر، ونحن والهوى عشاق، وصحراؤنا سيدة الأشواق. ليس غريباً على اتحاد الكتاب أن يستضيف نخبة المدنفين، بثقافة شفيفة أشف من رقراق الماء، رهيفة رهافة عين الطير، عفيفة عفاف الصحراء، كون القائمين على إدارة هذا الصرح، آمنوا أن الحياة كلمة، والكلمة الشريفة طريق معبدة بعشب النماء والانتماء إلى وطن الإنسان، كل إنسان، من دون اتكاء على عرق أو لون أو دين.. ليس غريباً على اتحاد كتابنا أن ينمو ناحية الزوايا المزروعة بالحلم، ففيه كان الحلم وفي البدء كان الأنا مثل حقل تؤمه جل الفراشات، وماؤه من عرق الذين أيقنوا أن الحب السقيا والرؤيا لكل خطوة تتطلع إلى الأمام.